العدد 3272 - الإثنين 22 أغسطس 2011م الموافق 22 رمضان 1432هـ

كرة القدم والأزمة الاقتصادية

محمد عباس mohd.abbas [at] alwasatnews.com

رياضة

الأزمة الاقتصادية العالمية الجديدة التي بدأت تطل برأسها لن تقتصر تداعياتها هذه المرة على دولة أو مجموعة دول، كما أنها لن تشمل قطاعا دون بقية القطاعات وإنما هي أزمة بنيوية متشعبة كما يقول خبراء الاقتصاد لن يسلم منها إلا من رحم ربي.

هذه الأزمة التي بدأنا نستشعر بداياتها قد تؤثر كثيرا على الحركة الرياضية العالمية وخصوصا كرة القدم، وما يحدث حاليا في إسبانيا خير شاهد على المستقبل القريب.

فالدوري الإسباني تأجل أسبوعه الأول نتيجة إضراب اللاعبين وأسبوعه الثاني مهدد بالتأجيل أيضا ومسيرة الدوري غير مضمونة لنهايتها، لأن إسبانيا كما يقول الاقتصاديون ستكون أحد أكثر الدول تأثرا بالأزمة الاقتصادية.

إسبانيا التي كانت قبل سنوات قليلة تبرم أكبر الصفقات الخيالية في عالم الكرة هي الآن غير قادرة على الاتفاق مع لاعبيها على فك الإضراب نتيجة عدم توافر السيولة القادرة على تلبية متطلبات اللاعبين في رواتب منتظمة وغير مؤجلة.

كرة القدم تحولت في السنوات الأخيرة إلى رياضة مكلفة جدا وبلغ مستوى التضخم والمضاربة فيها حدا غير معقول عندما وصلت أسعار بعض اللاعبين إلى أرقام قياسية.

المبالغة في قيمة الصفقات والمضاربات المستفيدة من الرخاء الاقتصادي في بداية الألفية سيدفع الآن الجميع ثمنها فلم تعد كرة القدم قادرة على تحمل المزيد من المضاربات والمبالغات، لأنها باختصار جزء من كينونة اقتصادية رأس مالية عالمية باتت مهددة إن لم يكن بالانهيار فبالديون التي تحاصرها من كل جانب.

الأزمة الاقتصادية لم تحدث بعد ولكن نبوءاتها توتر الجميع، وتعكر كثيرا صفو استعدادات البرازيل لكأس العالم 2014 من خلال شائعات تأخر البناء وتهيئة البنية التحتية.

كرة القدم العالمية باعتقادي لم تعد قادرة على السير بالمنوال نفسه، وما يحاول الاتحاد الدولي لكرة القدم من وضع حد لأسعار اللاعبين ورواتبهم هي البداية فقط لسلسلة إجراءات تقشفية سيتم اتخاذها مستقبلا، لأن الإسراف بلغ حده الأقصى في عالم الكرة ولا بد من العودة للوراء الآن.

محليا لن نكون بعيدين عن تداعيات هذه الأزمة بل ان جميع دول مجلس التعاون الخليجي ستتأثر بها بدرجة أو بأخرى، والقطاع الرياضي لا شك في أنه سيكون أحد المتأثرين بالأزمة.

اللجنة الأولمبية البحرينية والمؤسسة العامة للشباب والرياضة مطالبتان من الآن بدراسة أوضاع الأندية المحلية وخصوصا التي تعاني من مديونية قياسية أو التي تعاني من خزائن خاوية، فتقليل المديونية وتنويع مصادر الدخل يجب أن يكون هدف الجميع في الأندية لنتمكن من تجاوز تداعيات الأزمة بأقل الخسائر، لأن عمالقة الرياضة وعمالقة كرة القدم في إسبانيا وإيطاليا خصوصا وبشكل أقل في إنجلترا يعانون الكثير ودورياتهم تتوقف وقد تصل لمرحلة الإلغاء في حال كانت الكلفة أكثر من المردود فكيف سيكون حالنا نحن؟!.

الشيء الجيد باعتقادي أننا لا نمتلك دوريات محترفين كاملة ومازلنا نعيش عالما غريبا بين الهواية والاحتراف لا يتواجد إلا في منطقتنا ومفصل على قياسنا، فكرة القدم هناك صناعة واقتصاد ولدينا ترف ومفاخرة، وبالتالي قد نكون الأقل تأثرا وقد نكون الأكثر، والله أعلم

إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"

العدد 3272 - الإثنين 22 أغسطس 2011م الموافق 22 رمضان 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 6:30 ص

      كله من النادى التنكي (( الحقيقه المرة ))

      كلامك صحيح يا شمعه السنابس والانديه امثال نادى التنكى هى المسؤله عن هذه المشكله تعاقدات خياليه وفى الاخير لاعبين يضربون عن العب كانهم عمال شركه مقاولات يريدون فلوس الى هذا الدرجه وين الملايين ونحن نشوف لاعبين النادى التنكى فى مقدمه الاحتجاج .... برشلونه خفف عليهم شويه

اقرأ ايضاً