في ليلةٍ مباركةٍ من ليالي القدر، طُويت صفحة حاكمٍ مستبدٍّ في بلاد العرب، لتبدأ صفحةٌ جديدةٌ في حياة شعب عربي حر عزيز.
الحدث الليبي الذي ظل تحت نار هادئة لستة أشهر، أخذ يغلي فجأةً في الليالي الثلاث الأخيرة، لتأخذ الأحداث منحىً دراميّاً متسارعاً، انتهت باختفاء القذافي بعد خطابات مبتورة، واعتقال ابنه سيف بعد ليلةٍ واحدةٍ من وعده بعدم الاستسلام، واستسلام أخيه الأكبر محمد وطلبه الأمان من الثوار.
في آخر خطابٍ له، قال القذافي الذي انطوى حكمه، وهو مازال يؤمن بأنه حاكم يأمرُ فيُطاع: «هذا واجبكم، ازحفوا على طرابلس من الداخل والخارج». ووجّه أوامره إلى المجنَّدات في جيشه بعد أن عزّ الرجال: «النساء اللاتي تدربن على السلاح... اطلعن». فهو اختفى عن الأنظار إيثاراً للسلامة، ويريد من النساء الدفاع عن عاصمة ملكه!
لم ينسَ أيضاً أن يستخدم ذخيرته من الشتائم والسباب: «قاتلوا الخونة، المرتزقة، المجانين، الجرذان، الفئران، الصراصير، الحشرات». شعبٌ ظل يحكمه اثنين وأربعين عاماً، محتسباً صابراً على حماقاته وسياساته واستبداده، قابله بكل هذا القاموس اللغوي المخزي من الشتائم. فلماذا يريد أن يبقى حاكماً لشعبٍ من الحشرات؟.
حكم ليبيا اثنتين وأربعين سنة، تحكَّم في كل شيء، سلّط أبناءه وبناته على رقاب الليبيين، وأنشب مخالب أجهزة أمنه ومخابراته في لحومهم. فرض تدريس خواطره وهواجسه في الكتاب الأخضر على جيلين من أبناء الشعب الليبي، معتبراً نفسه معلِّماً حاذقاً وفيلسوفاً لا يُشقُّ له غبار. أمسك بكل خيوط اللعبة والمال والعسكر في يده، ثم يخرج ليقول إنه ليس رئيساً ولا حاكماً، ولو كان رئيساً لألقى استقالته في وجوههم. هل كان يعمل مهرِّجاً طوال هذه السنوات؟.
عربيّاً... عمّت الفرحة الشعوب والعواصم والقرى و(الزنقات) العربية، التي تجدَّدت آمالها بالتغيير بعد ستة أشهرٍ من الجمود على مختلف الجهات. هذه الشعوب لن تتذكر هذا الزعيم بغير خطابه المحزن المبكي: «زنقة زنقة، بيت بيت، دار دار»، الذي تحوَّل مباشرةً إلى أغنياتٍ شعبيةٍ تُضحك الثكالى وانتشرت على اليوتيوب انتشار النار في الهشيم!
عربيّاً أيضاً، فقدت الجامعة العربية أحد أعمدتها وأبرز نجومها وأبلغ خطبائها، ولن تعود اجتماعاتها بعد اليوم تستقطب اهتمام الجمهور العربي، هذا إذا عُقدت لها جلسةٌ في المستقبل المنتظر!
إفريقيّاً، فقدت القارة السوداء ملك ملوكها، وسيد ساداتها، وامبراطور أباطرتها. قبل سنوات أعلن كفره بالقومية العربية، والوحدة العربية، والقمم العربية التي ظلّ يواظب على حضورها أربعين عاماً من دون جدوى. طلّق الجوار العربي وانتقل إلى «الفضاء الإفريقي»، وأخذ يُغدق على مجموعةٍ من حكام الدول الإفريقية الفقيرة جنوب الصحراء ليكوِّن له جيشاً من الأصدقاء. ربما تنفعه استثماراته تلك وقت الضيق، فملك ملوك إفريقيا لن يجد اليوم ملجأً ولا مغاراتٍ ولا مُدّخَلاً في أرض الله الواسعة، لا في قارة آسيا ولا قارة أوروبا، ولا في استراليا ولا في العالم الجديد. لن يستقبله إذا خرج من بلاده لاجئاً إلا أحد ملوك إفريقيا الذين كانوا تحت إمرته.
الدنيا دُوَل، والدنيا ضرّارةٌ غرّارةٌ غدّارة دوّارة... فأين المعتبرون؟
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 3272 - الإثنين 22 أغسطس 2011م الموافق 22 رمضان 1432هـ
الى الزائر 8
يا ترى أينهم من كلام الله"منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا"
(انا من المجرمين منتقمون)
هذا وعد الهي والله لا يخلف الميعاد
فمن يعتبر ويتعظ؟!!
لايزال اشباه القذافي في دولنا العربية يمارسون اخطاءه ولا يتعظون مما جرى لغيرهم
المصيبة الوجوه هي الوجوه ..نفس الاخطاء.. نفس الاسباب ..نفس النتائج..لكن الغباء واحد
الالعنة الله على الظالمين
ما أكثر العبر..
ما أكثر العبر وما اقل الاعتبار-عاقبة الظلم والشر لا يسلم منها صاحبها ولا بد من سوء العاقبة-حسبي الله ونعم الوكيل...
النصر
الله ينصر الشعب الليبي بإذن الله
*** ولكاذا لا تنعقد المؤتمرات ؟؟؟؟؟؟
*** ياسيد قاسم ولماذا لا تنغقد المؤتمرات بعد القذافي ، وما المانع في عدم إنعقادها والشعوب تعرف أنها مؤتمرات لا تقدم ولا تؤخر... قل لي يا سيد ماذا جنت الامة / الشعوب من وراء المؤتمرات غير القهر ومرض السكري . (( علينا أنصحكم إلعبو غيرها )) .
ما يصح الاالصحيح
يحسبون الناس خلقوا ليكونوا عبيدا لهم وقد يستبعد الإنسان لفترة ولكنه لن يبقى مدى الحياة عبدا لأننا خلقنا أحرارا .
بعد 6 أشهر من القتال العنيف جدا تحقق النصر المؤزر وهذا درس عظيم ........ ام محمود
للمسلمين والمؤمنين بان الله سبحانه وتعالى قادر على نصر عباده و لو بعد حين (إن تنصروا الله ينصركم ) فترة حكم القذافي انتهت ويمكن يلاقونه مختفي في جحر من الجحور أو مخبا أرضي مثل صدام كان واضح من خطابه الأخير التخبط الشديد وضياع البوصلة في واحد صاحي يطلب من النساء الدفاع عن عاصمة المُلك
وسيف الاسلام يقول أمس ان الغربيين قاموا بالتشويش على جميع أجهزة الاتصالات بطرابلس .. الغرب يملك تطور في هذا المجال انها حرب اعلامية الكترونية على قولة ابن القذافي
الهزيمة طعمها مر و مخزي
الفأل
الفأل للشعب السوري المجيد
نعم ... فأين المعتبرون؟
فلماذا يريد أن يبقى حاكماً لشعبٍ من الحشرات؟.
أعجبني هذا.
شعبٌ ظل يحكمه اثنين وأربعين عاماً، محتسباً صابراً على حماقاته وسياساته واستبداده