أكد رئيس الوزراء سمو الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، أن مملكة البحرين اليوم على أعتاب مرحلة جديدة من البناء والتطور وترسيخ دعائم الأمن والاستقرار والحفاظ على سلامة الوطن وعدم التفريط في منجزاته، وقال سموه لدى زيارته مجلس آل محمود مساء أمس الاثنين (22 أغسطس / آب 2011) التقى خلالها الشيخ عبداللطيف آل محمود وأفراد العائلة وأهالي المحرق «إن الظروف المؤسفة التي مرت بها البحرين علمتنا دروساً وعبراً، وأهم درس استقيناه منها أن الحق لا يحجبه شيء ونحن الباقون بتلاحمنا وأي أزمة مصيرها الانتهاء والزوال»، وأضاف سموه أن «من يحاول زرع الفتن وإقامة بؤر التأزيم لن يحصد إلا الخسران فقد أثبت هذا الشعب أنه رقم صعب لا يمكن أن يتجاهله من يريد السوء لهذا الوطن الآمن المستقر».
وأكد سموه «نعرف أن الأمن والاستقرار مطلب شعبي قبل أي شيء، ونبشر شعبنا بأننا سنعمل على ترسيخ ركائز الأمن ليعيش الجميع في أجواء مطمئنة تسودها المحبة والمودة»، لافتاً إلى أن «أعلى طموحنا أن نرى أبناء شعبنا في عيشة هنيئة وسنعمل بما أوتينا من عزم وإرادة لتحقيق ذلك».
وأشار الى أن الحديث عن الوطن وعن تطلعاتنا لهذا الشعب لا يمكن اختزاله في كلمات، فمهما كانت بلاغتها يبقى طموحنا لهذا الشعب أكبر، وليثق الجميع بأن وقفتهم لحماية الوطن ستظل ماثلة أمامنا وسنذكرها وستذكرها الأجيال القادمة وهي ينتباها شعور بالعزة والفخر لأنهم ثمرة هذا البذر الطيب.
ودعا سمو رئيس الوزراء أطياف المجتمع إلى الالتفاف حول راية الوطن كمظلة جامعة يستظل بها الجميع، مؤكدا أن حضن البحرين يتسع للجميع متى ما غمرت نفوسهم المحبة والتآلف وتشابكت أيديهم لمواصلة مسيرة البناء والتقدم.
وقال إن المسئولية تتعاظم في ضرورة التمسك بالوحدة الوطنية وتغليب المصلحة العامة فوق أي اعتبار والحرص على صون مملكة البحرين والحفاظ على امنها واستقراها ومكتسباتها وإنجازاتها التي شارك الجميع في تشييدها في ظل العهد الإصلاحي لعاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة.
وأكد أنه «لا شيء يتقدم على مصلحة البحرين ولا اختلاف على ذلك، لافتاً إلى أن الاستماع للرأي والرأي الآخر ديدنا وهو مبدأ أصيل في الديمقراطية التي جعلناها منهج حياة، ولكن من غير المعقول أن يرى البعض رأيه هو الأفضل ويفرضه على الجميع فهذا ليس من الحكمة في شيء وما نتطلع إليه أن تتمازج الآراء لتنصهر في بوتقة المصلحة الوطنية»، مؤكداً أن النظام الديمقراطي في البحرين قائم على تعدد الآراء لتصب جميعها في الصالح العام ولكن عندما يريد البعض الاستفراد برأيه فهذا بعيد عن العقلانية وليس من الديمقراطية والحرية في شيء.
وقد أشاد سمو رئيس الوزراء بدور العلماء ورجال الدين في الشأن الديني والمجتمعي من خلال خطاباتهم الوعظية والإرشادية وإسهاماتهم في تعميق الوحدة الوطنية والترابط المجتمعي. وقال: «يجب أن يكون المنبر الديني منارة في خدمة الدين والوطن ومنطلقاً لكل ما من شأنه حفظ الوطن وصيانة منجزاته وتعزيز وحدته الإسلامية والوطنية»، مؤكدا «وقوف الحكومة مع رجال الدين في تحقيق رسالتهم النبيلة في الحفاظ على قيمنا الدينية والدعوة لمبادئ شريعته الغراء».
وأثنى سموه على جهود العلماء ورجال الدين وإسهاماتهم الخيرة في بناء بحرين الخير والسماحة والتعايش ودورهم في الحث على العمل الخير من منطلقات دينية ووطنية، منوها بعائلة المحمود باعتبارها إحدى العوائل التي يشهد تاريخنا الوطني المشرف على إسهاماتها في الشأن الديني والوطني.
من جهته، أعرب آل محمود عن تقديره لزيارة سمو رئيس الوزراء في إطار ما دأب عليه من تواصل مع المواطنين، في مختلف المناسبات على مدار العام، منوها بتوجيهاته بتفعيل ما جاء في حوار التوافق الوطني والذي يعكس جدية الحكومة في الإصلاح والبناء وتحقيق ما توافقت عليه الإرادة الشعبية، فيما أشاد الحضور بمجلس آل محمود بمنهج سموه الذي يعتمد على التكامل بينه وبين والمواطنين عبر حرصه على تبادل الرأي معهم بمختلف فئاتهم بشأن الأوضاع الوطنية بكل حرية وأريحية وحرص سموه على تطوير حياة المواطن، ووصفوه بأنه من أصحاب الهمم التي لا تجد نفسها راضية عما قدمت من أجل هذا الوطن وشعبه وسموه دائم السعي من أجل الأفضل لهذا الشعب.
بعدها، توجه سمو رئيس الوزراء إلى مجلس عائلة المسلم، وقد استعرض مع الحضور جملة من الموضوعات المتصلة بشئون حياة المواطنين، وأكد في هذا الصدد «اننا في هذه الأجواء الفياضة بالخير والبركة لنؤكد ضرورة التراحم والتزاور فيما بيننا والحفاظ على هذه السنة الحميدة لأهل البحرين الكرام، وأن نلتف حول ما يجمع الكلمة».
وأشار سموه إلى أن شهر رمضان المبارك هو شهر تغشاه السكينة في طاعة الله والتراحم والتواد بين أفراد المجتمع، حيث تقوى العزائم وتطهر القلوب وتخشع بذكر الله، وان هذه الليالي المباركة من شهر رمضان، شهر المحبة والعطاء، نستلهم منها الإخلاص في العمل بقلوب مؤتلفة تعمل لخير الجميع.
وحيا سموه كل جهد مخلص يصب في إطار تعزيز اللحمة الوطنية ولمِّ الشمل، من خلال الأصوات المعتدلة التي تنظر إلى مصلحة الوطن ككل بعيدا عن أي شيء آخر. وأكد أن الحكومة سخرت جهدها في هذه المرحلة من أجل تنفيذ ما توافقت عليه الإرادة الشعبية في مرئيات حوار التوافق الوطني، مشددا على أن تنفيذ المرئيات يسير وفق جدول زمني محدد لكي تتم ترجمته على أرض الواقع في صورة تنفيذية وتشريعية تحقق تطلعات المواطنين.
وقال سموه إن البحرين مقبلة بمشيئة الله على المزيد من الخير والرخاء الذي سيعم الجميع ولا يستثني أحدا، مؤكدا أن الحوار الوطني وضع الأساس لانطلاقة جديدة، نحو تحقيق غايات المواطنين في الازدهار والتنمية، وتعزيز أجواء الديمقراطية والانفتاح.
من جانبها، توجهت عائلة المسلم بالشكر لسمو رئيس الوزراء على هذه اللفتة الكريمة، مؤكدين أنه يحرص على التواصل مع العوائل البحرينية تعزيزاً لما يربط بينها من تراحم ومودة
العدد 3272 - الإثنين 22 أغسطس 2011م الموافق 22 رمضان 1432هـ