شدني حديث في احدى القنوات الرياضية العربية في احدى أمسيات هذا الشهر الفضيل لمدرب منتخب مصر للشباب هاني مصطفى الذي قدم عرضا شيقا في نهائي كأس العالم المقامة في كولومبيا، ففاز فيها على منتخبات النمسا وبنما وتعادل مع المنتخب البرازيلي وتأهل للدور الثاني، ولكنه خرج أمام الأرجنتين بسبب التحامل على الكرة العربية والإنسان المسلم، فمن شاهد الحكم وهو يحتسب ركلة الجزاء الأولى يجزم بأن هذا الحكم لا يصلح لتحكيم دورينا المحلي.
ومثل هذه الحالات المريضة تحمل أحقادا كثيرة للعرب والمسلمين ساهمت في تأجيجها الصهيونية العالمية، وسبق أن شاهدناها مع اللاعب الجزائري الأصل زين الدين زيدان في نهائي كأس العالم 2006 من قبل اللاعب الإيطالي ماتيرازي، وأخيرا من قبل اللعب الكاتالوني ديفيد فيا مع اللاعب المسلم الألماني أوزيل. ومثل هذه التصرفات قد تكون حالات فردية ولكنها تعكس الواقع المر للتعصب ضد العروبة والإسلام.
والذي أجبرني على الاستماع للحديث كون المتحدث من أفضل اللاعبين العرب الذين احترفوا في الدوري الأوروبي ولعب للفريق الألماني كايزرسلاوترن 12 عاما. وهو رقم يعني الشيء الكثير للاعب عربي محترف، وفي الدوري الألماني بالذات.
خلاصة الحديث الذي أريد أن أقدمه للقارئ الكريم، هو ما جاء على لسان رمزي عن الفوارق بين الكرة المصرية التي نظمت نهائي كأس العالم والبطولة الإفريقية أكثر من مرة وتعتبر رائدة على الدول العربية.
فقد قال: «الفارق ليس في مستوى اللعبة أو اللاعب أو طريقة اللعب. فهذه الأمور ندركها جيدا، ولكن الفوارق أننا تمسكنا بالقشور في عالم كرة القدم وتركنا اللب وهو الأمر الذي يجرنا إلى الخلف وليس للأمام، فالاحتراف يعني التعاطي مع الرياضة بلغة العامل في مصنع والموظف في مؤسسة يحكمه النظام، ويحترم قيمة الوقت، ويلتزم بتنفيذ خطة المشروع، ويكون احد العناصر الفاعلة في المشروع من خلال تفانيه وتقديم أفضل ما عنده».
وأعطى أمثلة على ذلك حين قال: «رياضيو العالم يلتزمون بالدقيقة، ويحترمون النظام. ويتعاطون مع الكرة كعلم وصناعة حديثة، له دراسته وتخصصه وأسس تسويقه وتقديمه في أفضل صورة. ولكننا على رغم ما ندفعه في عالمنا العربي من أموال باهظة من اجل التطوير، مازلنا نتعاطى معها كهواية قائمة على الاجتهادات الشخصية أو «فهلوة» لمن يريد أن يأكل عيش من ورائها».
هذا المنطق ليس غريبا على مجتمعنا الرياضي، فهو موجود بيننا وزاد عدده في الفترة الأخيرة بعد أن أصبحت الرياضة اقصر الطرق للوصول إلى الشهرة والأمجاد
إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"العدد 3271 - الأحد 21 أغسطس 2011م الموافق 21 رمضان 1432هـ