قال ولي العهد نائب القائد الأعلى سمو الأمير سلمان بن حمد آل خليفة إن حوار التوافق الوطني ومخرجاته هو بوابة الدخول الى عصر البحرين الجديد؛ عصر ننتصر فيه للضعيف وعصر نؤازر فيه المحتاج.
و أكد سموه أن البحرين عرفت التعددية وتعايشت معها و يجب علينا أن نحافظ عليها، وهذه الصورة الحقيقية للبحرين، وإن من يحاول شق وحدتنا الوطنية لن يظفر بذلك لأن الشعب البحريني على قدر كبير من الوعي الوطني و الحب والانتماء لهذه الأرض الطيبة، متعهداً سموه بأمان البحرين و استقرارها.
وإذ رفض سموه الانتساب إلى وجهات نظر خارجية؛ فقد أكد أن البحرين قادرة بعون الله على أن تجد الحلول المناسبة لكل قضاياها برجالها الخيرين الطيبين.
جاء ذلك لدى زيارته عدداً من المجالس الرمضانية مساء أمس الأربعاء (17 أغسطس / آب 2011) حيث التقى سموه، يرافقه نجله سمو الشيخ عيسى بن سلمان بن حمد آل خليفة، نخبة بمجلس خالد آل شريف في صورة عبر الحضور فيها عن وحدة البحرين وروح أسرتها التي ستمضي قدماً آمنة مستقرة ان شاء الله .
واستعرض سموه في كلمته الجامعة التي اتسمت بالوضوح والصدق والمكاشفة كل المرحلة الماضية، أسباباً وحوادث ونتائج، واعداً سموه الحضور بأن يمضي في مهمته التي يعتبرها وطنية كمواطن بحريني لتظل البحرين، بقيادة جلالة الملك الوالد حفظه الله ورعاه، واحة من أمن ومثلاً يحتذى به في العدالة والمساواة وبناء دولة المؤسسات.
وقال سموه انه سيظل على عهده للبحرين - مواطنين، وهواء، وروحاً، وصناعة، وتقدماً، وبناء- سيظل على عهده لهم بأن يظل الأمين المنفذ لإرادة جلالة الملك وأن يكون المخلص للبحرين.
وتطرق إلى صورة البحرين فقال: «إنني أراها أمامي الآن في هذه الليلة المباركة في مجلس الأخ خالد آل شريف، حيث تجتمع البحرين على عادة التآخي ونبذ الطائفية وإقرار الاختلاف في الآراء والاتفاق على الوطن، لأن الاختلاف في الآراء يعني أولاً تأكيد الالتزام ببعضنا بعضاً وتأكيد الاتفاق على وطننا».
وقال سموه: «إن أمان البحرين واستقرارها هو عهدي لكم دائماً و إنني كما عهدتموني صريحاً معكم، صادقاً، لنتمكن من تحديد أولوياتنا دائماً، حاثّاً الجميع على اعتبار أي قضية مهما كبرت قضية وطنية تحتم علينا ألا نسمح لأحد من الخارج أن يتدخل في توصيف الحلول لنا وبذلك نتمكن من الاستمرار في بناء دولتنا الحديثة ونهيىء مؤسساتنا ومجتمعنا لمواجهة التحديات ونطور اقتصادنا بإلزام أنفسنا جميعاً بأننا ننتمي إلى منظومة دول مجلس التعاون الخليجي وإن روافد هويتنا الوطنية تعتمد باستمرار على العلاقة الخاصة والمتميزة مع الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون كافة.
ونوه إلى أن حقائق التقدم في مملكة البحرين وبناء الدولة تملي علينا التمسك بنسيجنا الوطني من دون تعصب ولا انتساب لوجهات نظر خارجية، لأن البحرين قادرة بعون الله على أن تجد الحلول المناسبة لقضاياها كافة برجالها الخيرين الطيبين، مثنيا على رجال البحرين الذين آمنوا بربهم وثبتوا على ولائهم لجلالة مليكهم وعلى حبهم للبحرين وتأكيد حربهم ضد الطائفية والتطرف والتمذهب غير النافع وعدم انجرارهم لبعض الآراء التي تخندقت سابقاً على أسس غير مألوفة في مملكتنا.
و قال سموه: «أعرف أنكم تألمتم للذي وقع في البحرين مثلما تألمت، ولكن بالقيادة الحكيمة لجلالة الملك الوالد حفظه الله ورعاه، و بإخلاصكم لوطنكم فقد عبَرنا الأزمة إن شاء الله ونحن ماضون بتصميم أنتم تعرفونه على بناء البحرين لنتجاوز كل ما حدث في الماضي».
و حث سمو ولي العهد الحضور على أن يكون الجميع مثابراً على قول الحق وعدم السكوت عنه؛ لأن البحرين تستحق منا أن تظل جميلة كما نريدها، ومهما اختلفنا في آرائنا فإننا نظل على حبنا لهواها العذب.
وقال سموه إن البحرين تجري في دمي وإنني أحس بالإعياء والمرض حين تمرض، وقد ربانا جلالة الملك الوالد حفظه الله ورعاه على هذا. وطالب الجميع بالعقلانية والواقعية وأن يكون حوار التوافق الوطني ومخرجاته هو بوابة الدخول إلى عصر البحرين الجديد، عصر ننتصر فيه للضعيف وعصر نؤازر فيه المحتاج، وأنتم تعرفونني أنني سعيت إلى ذلك وسأظل، لأن المواطن القوي يبني ويساهم في البناء ونريد أن نقوي من يحتاج إلى دعمنا ومؤازرتنا في شتى مجالات الحياة. وعلينا جميعاً أن نتكاتف ونشد أصرة الوطن لنبني نموذج العدالة ونموذج العلم ونموذج التقوى وحب الوطن، أن يتسامى الدين فينا ليظل حبا في الله ولله سبحانه باحترامنا لخيارات بعضنا بعضاً.
و ذكّر سموه قائلاً: «ما أسهل الهدم وما أصعب البناء يا أهل البحرين الطيبين، علينا جميعا أن نربي أجيالنا القادمة التي ستحدد أولوياتها بطريقة تعتمد على ما نعطيهم إياه ونحصنهم به من علم ووعي ووحدة واعتزاز بوطنهم، لكي تكون هويتهم بحرينية جامعة».
و خاطب الحضور قائلاً: «كل مواطن في البحرين غالٍ على قلبي وكلكم غالين، تربينا على خدمة البحرين ولا ننحاز إلى أحد على حساب أحد، لأنني أؤمن أن خير الأمور أوسطها. وكونوا على ثقة بأن إقرارنا بانسانية الآخر واعترافنا بخصوصيته يعيننا في بناء وطننا الموحد ويجنبنا التخندق. وليكن حبنا للبحرين هو سلاحنا الذي يجنبنا ما يجري من حولنا، ونظل بقيادة جلالة مليكنا المفدى، وأنا سأظل على الالتزام بواجبي أعينه وأساعده وأنفذ ما يأمر به».
و اختتم سموه قائلاً: «هذا وطننا وهذا مجتمعنا الواحد الموحد، يحترم الخيارات ويعتمد التوافق، والبحرين هي وطن التسامح والمغفرة ووطن التطلع إلى الأمام».
بعد ذلك توجه موكب سمو ولي العهد نائب القائد الأعلى الى مجلس الوجيه عبدالله ناس، حيث كان في استقباله سمير عبدالله ناس وعدد من أفراد عائلة ناس والحضور.
وأكد سموه اهتمامه بالقطاع الاقتصادي، وخاصة قطاع الإنشاء الذي يسهم في تنفيذ العديد من المشاريع ويقدم خدمات جليلة للوطن.
واستعرض في معرض حديثه القيم والعادات والتقاليد التي أسس لها الآباء والأجداد ما جعل البحرين متميزة بثوابتها الاجتماعية على مر السنين، فالبحرين الأم التي تعلمنا منها جميعا وزرعت فينا الحب والانتماء إلى ترابها الغالي يجب علينا أن نصونها ونحافظ عليها بتماسكنا ووحدتنا وتآخينا.
من جانبه، رحب سمير ناس بزيارة ولي العهد نائب القائد الأعلى، مشيدا بدعمه لقطاع الإنشاء، وقال: «اننا نعمل لكل ما فيه صالح وخير الوطن ونؤكد وقوفنا التام مع الخطوات المباركة التي يقوم بها جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، لكي تحقق البحرين مزيداً من التقدم والرفعة».
وأطلع ناس سمو ولي العهد على ما تم إنجازه من مشاريع الطرق والجسور التي تنفذها شركة «ناس».
ثم توجه سموه الى مجلس محمد الشروقي، وقال سموه خلال حديثه في المجلس: «إننا نقف صفّاً واحداً خلف جلالة الملك الوالد حفظه الله ورعاه الذي قاد الإصلاح وأرسى قواعد صلبة انطلقت منها برامج التحديث والازدهار، وعلينا جميعا أن نعلي براية الوطن ونتلاحم ونقف جنباً إلى جنب لتكون البحرين غايتنا الأساسية التي نعمل لها».
و أكد أن البحرين عرفت التعددية وتعايشت معها ويجب علينا أن نحافظ عليها، وهذه الصورة الحقيقية للبحرين وإن من يحاول شق وحدتنا الوطنية لن يظفر بذلك لأن الشعب البحريني على قدر كبير من الوعي الوطني والحب والانتماء لهذه الأرض الطيبة، ما يجعله قادرا على التصدي لأي تحدٍ.
وأكد سموه أننا لن نرضى بأن تتضرر البحرين أو يتضرر أي فرد فيها، وإننا بحكمة قائد المسيرة المباركة، جلالة الملك الوالد حفظه الله، استطعنا أن نتخطى ما مرت به البحرين وأن نحافظ على مكاسبنا الوطنية و ما حققناه.
وشدد على أن البحرين ماضية قُدُما في مواصلة العمل لاكتمال دولة المؤسسات والقانون والحرية والعدالة.
من جهة أخرى، أوضح سموه دور مجلس التنمية الاقتصادية وما قام به من جهود مضنية في وضع القواعد والضوابط وإعادة تنظيم القطاعات الاقتصادية المهمة من خلال ترسيخه لأسس تنافسية عادلة
العدد 3267 - الأربعاء 17 أغسطس 2011م الموافق 17 رمضان 1432هـ