حينما نبحث في الأوراق القديمة في حياة هذا الرجل الرياضية، فالهدف منه تسليط الضوء على حقبة رياضية زمنية مهمة طواها الزمن منذ قرابة 40 عاما، ولكنها تسجل تاريخ لعبة رياضية كانت جديدة على ساحتنا الرياضية، انطلقت على ملاعب مدارس وزارة التربية والتعليم الرملية والإسفلتية، قبل أن تنتقل لملاعب الأندية الوطنية لانطلاقة أول دوري للعبة كرة اليد في سبعينيات القرن الماضي، لكن اليوم أصبحت من أكثر الألعاب الجماعية شهرة وإثارة، وهي لعبة كرة اليد.
فالشخصية التي نحاورها لعبت كل الأدوار فيها، منذ كان لاعبا في فريق الأهلي والرفاع ثم حكما وإداريا ومدربا ومحاضرا ومراقبا دوليا للعبة، وكان له شرف تدريب منتخبنا الوطني الفائز بالمركز الثالث في البطولة العربية التي أقيمت في الكويت العام 1980.
ومن خلال هذه الحلقات التي نستضيف فيها المحاضر المراقب الدولي عبدالجليل أسد نسلط الضوء على بدايات إشهار كرة اليد البحرينية وحتى وقتنا الجاري.
يختتم محدثنا سيرته الذاتية مع كرة اليد البحرينية التي امتدت إلى ما يقارب من 36 عاما بدأها كلاعب في مدرسة الحورة الثانوية، ثم مع فريق الأهلي الذي فاز بأول بطولة للدوري العام المحلي، ثم كان له شرف تدريب المنتخب والفوز بأول إنجاز عربي حينما فاز بالمركز الثالث في بطولة كأس فلسطين الثالثة التي أقيمت في الكويت العام 1979.
وبذل خلال هذا العمر المزيد من الجهد والعطاء من أجل تطوير اللعبة على المستوى الداخلي، فكان عضوا في مجلس إدارة اللعبة منذ العام 1978 ثم أمين السر العام لمدة 12 عاما بدأت من العام 88 وحتى العام 2000، انتقل بعدها إلى المؤسسة العامة للشباب والرياضة وتبوأ منصب رئيس قسم الاتحادات الرياضية، ما جعله يبتعد عن عضوية مجلس الإدارة لكنه يبقى قريبا منها من خلال لجان التطوير.
كما وضع اسم البحرين في الكثير من المحافل العالمية من خلال إشرافه على بطولات كرة اليد على المستوى الأولمبي والدولي والقاري. فكرة اليد البحرينية بعد 36 عاما من العطاء الرسمي حققت الكثير من الإنجازات الرياضية التي يفخر بها كل إنسان بحريني، فتأهلت منتخباتنا 5 مرات إلى نهائيات كأس العالم لكرة اليد، بدءاً من منتخب الشباب الذي شارك في نهائي كأس العالم في مصر العام 1994 وبطولة كأس العالم للشباب العام 98 في قطر. وبطولة العالم للناشئين التي أقيمت في البحرين العام 2007 وحصل فيها المنتخب على المركز الثامن من بين 24 دولة. وبطولة العالم للناشئين المقامة حاليا في الأرجنتين. ومشاركة المنتخب الأول في نهائيات كأس العالم التي أقيمت في السويد العام الماضي.
ويقول الأسد بعد هذا المشوار الطويل: «أجد حياتي الخاصة كشريط رياضي، بدأ من مرحلة الطفولة كلاعب مع فريق الشروق أو العاصفة، ثم التصاقي بلعبة كرة اليد بعد أن أصبحت لاعبا مميزا على المستوى الدراسي ما أهلني للمشاركة في منتخب المدارس، ثم لاعبا مع أندية الأهلي والرفاع، ومدرسا للتربية الرياضية وموظفا في المؤسسة العامة».
ومشوار العمر - ليس كما يعتقد البعض - سهل ويسير ولكنه طريق شبيه بالبحر المتلاطم يثبت فيه المرء قدرته البدنية وإمكاناته الفكرية والمهارية، ويكتشف يوما بعد يوم المزيد من المعارف واكتساب الخبرات، ويتعلم المرء فيها حب التعاون والتواصل والمثابرة، ويتمتع بالقيادة والحكمة والصدق ما يؤهله لأن يكون محط ثقة الجميع.
وفي ختام هذه الحلقات التي حاولت فيها أن أعطي القارئ الكريم ملخصا عن تاريخ كرة اليد البحرينية، لابد لي أن أتقدم بالشكر والتقدير إلى صحيفة «الوسط» التي أبدت اهتماما كبيرا بتوثيق الألعاب الرياضية، وأخص بالشكر كاتب المقال وكل من عمل على تنفيذه بصورة شيقة
العدد 3266 - الثلثاء 16 أغسطس 2011م الموافق 16 رمضان 1432هـ