أكد تجار مواد غذائية، انسيابية الحركة التجارية خلال النصف الأول من شهر رمضان المبارك مع اتزان كفتي ميزان العرض والطلب للخضراوات والفواكه والورقيات واللحوم الحمراء والدواجن، ماعدا الأسماك التي كانت الحلقة الأضعف بارتفاع أسعارها وشح المعروض وقلة الطلب.
وأوضح تجار المواد الغذائية، في تصريحات خاصة لوكالة أنباء البحرين (بنا)، أن شهر رمضان المبارك كان استثنائيا باستقرار أسعار السواد الأعظم من السلع الغذائية الأساسية، بل وانخفاض أسعار بعضها نتيجة وفرة المعروض، وتوقعوا أن يمر النصف الثاني من الشهر الفضيل بسلاسة أيضاً من حيث العرض والطلب مع توجه المواطنين والمقيمين نحو استهلاك كميات أكبر من الفواكه واللحوم الحمراء والأسماك مع اقتراب عيد الفطر.
وأكد رئيس مجلس إدارة شركة البحرين للمواشي إبراهيم زينل، عدم حدوث أي نقص باللحوم الحمراء في السوق المحلية خلال شهر رمضان، واصفاً الكميات المطروحة في الأسواق المركزية والمجمعات التجارية بـ «الوفيرة».
وتوقع زينل أن يصل إجمالي حجم استهلاك مملكة البحرين من اللحوم الحمراء خلال شهر رمضان المبارك وأيام عيد الفطر المبارك هذه السنة إلى 120 ألف رأس، بزيادة نسبتها 10 في المئة مقارنة بالعام الماضي.
ورأى أن النصف الأول من الشهر الفضيل كان مريحاً من حيث العرض والطلب على اللحوم الحمراء، وخصوصاً أن شركة البحرين للمواشي زودت الأسواق بكميات كافية ووفرت مخزونا وافيا من الأغنام والأبقار الأسترالية بالحظائر، بالإضافة إلى وصول كميات مناسبة عن طريق النقل الجوي بمعدل 1000 رأس يومياً من الهند وباكستان وأستراليا وإثيوبيا.
كما أكد عدم تلقي شركة البحرين للمواشي أي شكوى أو ملاحظة سلبية خلال النصف الأول من شهر رمضان المبارك، ما يعني توافر كميات كافية تقابل معدلات الطلب والاستهلاك اليومية، بالإضافة إلى تدعيمها بمخزون من لحوم الأبقار بالحظائر يصل إلى 900 رأس بقر.
وطمأن جمهور المواطنين إلى وجود إشراف بيطري دوري وعدم وقوع أي حالات تلف أو فساد للحوم الحمراء خلال الشهر الفضيل، مشيراً إلى حرص الشركة على ضمان توافر رقابة بيطرية وصحية وصفها بـ «الشديدة جدا».
ونصح زينل المستهلكين بعدم التخزين أكثر من احتياجاتهم اليومية الأساسية الملحة، ولاسيما أن التكديس المفرط للحوم في المنازل يؤدي إلى تلفها وزيادة نسب المخاطر الغذائية.
ومن جهته، أكد تاجر الخضراوات والفواكه في «سوق المنامة المركزي» رضا البستاني، انخفاض أسعار الخضراوات والفواكه بنسب تتراوح بين 40 و50 في المئة نظراً لتفوق معدلات العرض على الطلب، مشيراً إلى أن إقبال الناس على شراء هذا النوع من السلع الغذائية يخف عادة مع حلول منتصف الشهر الفضيل.
وبيَّن البستاني أن النصف الأول من شهر رمضان شهد نمواً بالطلب على كل من الخيار والكوسا والخس والزهرة والباميا والباذنجان وما يتعلق بالخضر الداخلة بإعداد السلطة.
كما أكد استقرار أسعار الفواكه التركية وانخفاض بعض أصناف الفواكه (الشامية) من سورية ولبنان والأردن، مشيراً الى تنزيل 12 إلى 15 شاحنة يومياً من البطيخ الأحمر في سوق المنامة قادمة من الأردن وسورية والمملكة العربية السعودية.
ولفت إلى أن الفواكه الصيفية سجلت معدلات الطلب الأكبر لغاية الآن في شهر رمضان لتشمل الكرز والمشمش والغوجة والكمثرى.
وأوضح أن «سوق المنامة المركزي» كان يستوعب يومياً منذ مطلع الشهر الفضيل ما بين 30 و35 شاحنة من الخضراوات والفواكه بمعدل 840 طناً، أما مع حلول منتصف رمضان فبدأت السوق تستقبل 20 إلى 22 شاحنة محملة بنحو 524 طناً، لافتاً إلى أن السوق المحلية تستقبل أيضا كميات إضافية من المحاصيل المصرية والهندية والباكستانية بشكل يومي.
أما بالنسبة للورقيات، فذكر البستاني أن الطلب عليها كان استثنائياً بمنحاه النزولي مقارنة مع أزمة رمضان من العام الماضي، مرجعاً تراجع الطلب إلى قلة المعروض المتأثر بارتفاع درجات الحرارة وتضرر محاصيلها في مصر ولبنان والسعودية والأردن، ورأى أن البقدونس والكزبرة والسبنت تصدرت قائمة الورقيات الأكثر استهلاكا في رمضان هذه السنة.
وتوقع أن يزيد الطلب على الفواكه على حساب الخضراوات بالنصف الثاني من رمضان مع الاستعداد للعشر الأواخر وعيد الفطر، مطمئناً المواطنين باستقرار أسعار غالبية السلع الغذائية الأساسية خلال الفترة المتبقية من الشهر الفضيل.
وفي سؤال بشأن كيفية تأقلم التجار مع درجات الحرارة العالية في «السوق المركزي» تفادياً لحدوث تلفيات بالسلع، كشف البستاني أن التجار اتفقوا على تغيير توقيت عمل بيع الجملة لتصبح من الساعة الثالثة فجراً ولغاية الساعة التاسعة صباحاً بدلاً من البدء في تمام الساعة الخامسة أو السادسة صباحاً، بالإضافة إلى الاتفاق على تنزيل البضاعة ليلاً وسط درجات حرارة معتدلة بعض الشيء.
وقال مدير عام شركة دلمون للدواجن كريم العلوي، أن الشركة تعمل بكامل طاقتها الإنتاجية في رمضان لطرح متوسط 27 ألف دجاجة يومياً في السوق المحلية، مقدراً أن تواصل الشركة إنتاجها اليومي بالمعدل نفسه خلال النصف الثاني من الشهر الفضيل.
ورأى العلوي أن أداء الشركة لتلبية احتياجات السوق في رمضان ماضٍ بحسب ما هو مخطط له وبحسب التوقعات، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن الشركة تغطي ما نسبته 25 في المئة من إجمالي الطلب المحلي ويتم تزويد السوق بمنتجات سعودية وغيرها.
وأكد استقرار الطلب على الدواجن خلال الشهر الفضيل دون وجود نقص يذكر بالمعروض، مشيراً إلى أن معدلات الإقبال على دجاج المزرعة وصلت ذروتها أوائل رمضان.
ولفت العلوي إلى أن زيادة إنتاج الشركة من الدجاج مرهونة بعدة عوامل ترتبط بتوافر الأراضي وتفريخ المزيد من الصيصان وغيرها من أمور.
إلى ذلك، أفاد الجزاف في «سوق المنامة المركزي» علي سلمان أن أسعار الأسماك مازالت تسجل مستويات مرتفعة، عازياً هذا المنحى الصعودي إلى شح المعروض نتيجة صعوبة الصيد بموسم الصيف وهروب الأسماك إلى أعماق البحار بعيداً عن درجات الحرارة العالية.
وفي استعراضه لأسعار الأسماك، أوضح سلمان أن سعر كيلوغرام الصافي وصل إلى 3.5 دنانير، الهامور 5 دنانير، الشعري دينارين، الكنعد 4.5 دنانير، سكن 2.5 دينار، الفسكر 2.5 دينار، الحمام العربي 3 دنانير، الحمام الأبيض دينارين، السلس دينار واحد. في حين تراوح سعر الروبيان بين دينارين و3 دنانير بحسب الحجم.
ووصف مستوى الطلب على الأسماك في رمضان لغاية الآن بـ «الضعيف»، معرباً عن أمله في أن يزيد الإقبال على شراء الأسماك بالعشر الأواخر من الشهر الفضيل بنسبة 5 أو 10 في المئة.
ولفت سلمان إلى أن ما يزيد الأمور سوءاً بالنسبة لسوق الأسماك في «سوق المنامة المركزي» عدم توافر مواقف سيارات للزبائن وحجز معظمها من قبل شاحنات النقل والتفريغ الثقيلة، ما يجعل مسألة البحث عن موقف أمرا في غاية الصعوبة وخاصة يومي الجمعة والسبت من كل أسبوع
العدد 3266 - الثلثاء 16 أغسطس 2011م الموافق 16 رمضان 1432هـ