تمخض لقاء جمع نائب رئيس الأمن العام العميد خالد العبسي ومدير أمن محافظة العاصمة العقيد ناجي الهاشل، بأعضاء الهيئة العامة للمواكب الحسينية بالمنامة ظهر أمس الثلثاء (16 أغسطس/ آب 2011)، عن تهيئة جميع الظروف الأمنية والتنظيمية لإحياء الفعاليات الدينية والمواكب العزائية في ذكرى استشهاد الإمام علي ابن أبي طالب (ع) بداية الأسبوع المقبل.

وتعهد المسئولون بوزارة الداخلية، وكذلك أعضاء الهيئة ضمن اللقاء بتحمل الجميع المسئولية التامة لضمان خروج المواكب العزائية بصورتها الاعتيادية في إطارها الديني بعيداً عن أي أمور قد تخل بطابعها المتعارف عليه.

وحضر اللقاء علاوة على نائب رئيس الأمن العام ومدير أمن العاصمة عدد من المسئولين بوزارة الداخلية، وكذلك نائب محافظ العاصمة علي العصفور، في حين حضر عن الهيئة كل من الأعضاء: إبراهيم المنصور، فؤاد الحاجي، أحمد بن سلوم، سيدسعيد العلوي، نادر البردستاني، علي السماك، حسن درويش، مرتضى الحلواجي.

وأفصح الناطق الرسمي باسم الهيئة العامة للمواكب الحسينية بالمنامة مرتضى الحلواجي، عن أن «اللقاء تضمن التنسيق مع جميع الإدارات المنضوية تحت مظلة وزارة الداخلية ممثلة في الإدارة العامة للمرور، شئون الدفاع المدني، الأمن العام، من أجل تهيئة الأجواء المناسبة لإحياء الشعيرة الدينية خلال ليالي 19 و20 و21 من شهر رمضان المبارك (19، 20، 21 أغسطس/ آب 2011)، وذلك في المناطق الداخلية لحيّي المخارقة والحمام».

وأوضح الحلواجي أن «المناسبة تمتد على مدى 3 ليال متواصلة، إلا أن التركيز خلال اللقاء انصب على الليلة الأخيرة نظراً لخروج أكبر عدد من المواكب العزائية بالمنامة، واستناداً إلى الحضور الجماهيري الكبير المشهود سنوياً في المنطقة، وهو ما استدعى التنسيق مع الجهات المعنية في هذا الإطار كعادة سنوية».

وبيَّن الناطق الرسمي للهيئة أن «الليلة الأخيرة من ذكرى إحياء استشهاد الإمام علي (ع)، والتي تصادف ليلة 21 من الشهر الكريم، ستخرج خلالها المواكب العزائية في الشوارع الكبيرة ضمن النطاق الجغرافي المتعارف عليه منذ عقود، وذلك انطلاقاً من شارع الإمام الحسين (ع) بوسط المنامة إلى جزء من شارع المتنبي مروراً بشارع الشيخ عبدالله قريباً من سوق المنامة القديم، ثم بشارع موسى بن نصير».

وذكر الحلواجي أن «الوزارة ستقوم بالتنسيق مع الإدارة العامة للمرور من أجل غلق الشوارع المشار إليها آنفاً، وكذلك الأخرى التي تشهد مرور المواكب العزائية في الليلة الأخيرة من الذكرى، في حين سيتم تفريغ بعض الطرقات من السيارات المركونة لتوفير أكبر قدر من المساحة للحضور بالمنطقة. والهيئة إذ تشيد بجود وزارة الداخلية على هذا الصعيد، فإنها تهيب بالجمهور عدم إقحام سياراتهم بوسط المنامة، وتحديدا بالشوارع التي تشهد الفعاليات الدينية ومواكب العزاء لتسهيل الحركة وتلافي حدوث التزاحم».

هذا، وأكد الناطق الرسمي للهيئة أن «وزارة الداخلية ستوفر أجهزة الدفاع المدني لمكافحة أي حوادث قد تحصل - لا قدر سبحانه - في ظل توافد أعداد كبيرة من المشاركين في ذكرى الإحياء سنوياً، وكذلك شرطة المجتمع وأفراد الأمن العام وشرطة المرور من أجل تنظيم الحركة المروية وإغلاق بعض المنافذ».

وفيما إذا طرحت وزارة الداخلية أي توجه نحو تحديد مواعيد لبدء وانتهاء المواكب الحسينية وإغلاق المآتم، أفاد الحلواجي بأن «الوزارة لم تطرح أي توجه في هذا الشأن، وتركت الأمر للتنظيم والتنسيق داخلياً بين رؤساء المآتم والمواكب وممثليها بما يتواءم وحجم المناسبة وطبيعتها، باعتبار أن ظروف كل مناسبة وفعالية تختلف عن الأخرى، علماً بأن التنسيق سيكون مستمراً عبر الاجتماعات والاتصالات الدورية لتنظيم كل ذلك»، منوهاً إلى أن «المسئولين بالوزارة أكدوا ضمان توفير أكبر قدر من الظروف المناسبة لإحياء الذكرى كما العادة سنوياً، وخصوصاً بعد تحسن الأوضاع الأمنية في البلاد عموماً».

وعن قناة الاتصال بين الهيئة العامة للمواكب الحسينية بالمنامة ووزارة الداخلية وغيرها من الجهات الرسمية المعنية، ذكر الناطق الرسمي للهيئة أن «وزارة الداخلية وعدت بالتنسيق والاتصال المباشر والدوري مع الهيئة وغيرها من ممثلي المآتم سواء بالمنامة أم بغيرها من مختلف المناطق بالبلاد، فمن الناحية الإدارية تعهدت الوزارة بتوفير شرطة المرور ورجال الأمن وشرطة الدفاع المدني والخدمات الأخرى، كما في المواسم للأعوام الماضية»، مشيراً إلى أن «الوزارة تعكف حالياً على إيجاد مواقع مناسبة في المناطق الضيقة بالمنامة تحديداً لتوفير كل الخدمات المنضوية تحت مسئوليتها خلال المناسبات عطفاً على تنسيق مسبق مع الهيئة». وتطرق الحلواجي إلى أن «الهيئة العامة للمواكب سبق أن طرحت مرئياتها وخطة عملها المقترحة أمام الوزير، والتي تم اعتمادها لموسم الفعاليات الدينية من العام 2011 بالتنسيق مع الجهات المعنية بوزارة الداخلية والصحة وشئون البلديات وغيرها من المؤسسات الرسمية ذات العلاقة»، مبيناً أن «مرئيات الهيئة كانت تتمحور حول أوقات المناسبات الدينية الكبرى مثل ذكرى استشهاد الإمام علي (ع) وموسم عاشوراء وذكرى الأربعين ووفاة الرسوم الأعظم (ص)، ومواعيد خروج المواكب الحسينية خلالها وخريطة مسارها على صعيد الدائرتين الكبرى والصغرى، فضلاً عن الأمور المتعلقة بالاحتياجات الأمنية والوقائية المتمثلة في توفير شرطة المرور والدفاع المدني وغيرها».

واختتم الناطق الرسمي للهيئة حديثه مبيناً أن «الهيئة العامة للمواكب الحسينية، أثنت على تعاون وزارة الداخلية التي يتقدمها الوزير الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة ورئيس الأمن العام طارق بن دينة في استمرار خروج المواكب الحسينية وتنظيم الفعاليات في أجواء آمنة».

يشار إلى أن الهيئة العامة للمواكب الحسينية بالمنامة تعتبر هيئة أهلية مستقلة تدير شئون المواكب العزائية طوال أكثر من 60 عاماً، ويشمل مجال عملها نحو 22 موكباً، وقد سبق أن رفضت مؤخراً إدخالها تحت أية مظلة رسمية. كما استبعدت اللجنة التنفيذية الفكرة الأخرى بشأن دمج الهيئة ضمن هيئة عامة لمواكب العزاء لمآتم ومواكب البحرين كافة