حين سألت مرافقي الكويتي ونحن خارجون من المطار عن الاستعدادات لمسابقة الصم لحفظ القرآن الكريم، أخذ يتكلّم بإعجاب عن شيخ ضرير عجيب.
في اليومين التاليين، على مائدتي الإفطار والسحور، كان الشيخ الضرير من نجوم الجلسات، حيث يتحلق حوله العديدون، وكنت أرقب المشهد أمامي وأغوص في التأملات.
لم يكن يسمع، ولم يكن يتكلم، وحين بلغ الثامنة عشرة من عمره، كفّ بصره، فتعطلت عنده ثلاثٌ من خمس حواس.
في برنامج ليلة الختام، كان سيلقي كلمةً للجمهور، وحين صعد المنصة طلب إحضار نسخةٍ من القرآن الكريم. من الصعب أن تجد نسخةً في فندق خمس نجوم. بحثوا فوجدوا نسخةً صغيرةً فناولوها إياه. رفع المصحف للأعلى وفتحه كأنما يشير به إلى الجمهور.
كان مترجم لغة الإشارة يقدّمه للجمهور القادم من عدة دول عربية، فهو لا يرى ولا يسمع ولا يتكلم، ومع ذلك يحافظ على حضور الجمعة والجماعة، ويذهب من بيته إلى المسجد مشياً. وبدأ الحديث بالقول: «بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه. أنا فايز بن صالح الثبيتي، من السعودية، لا أرى ولا أسمع ولا أتكلم. أتواصل فقط عبر اللمس مع العالم الخارجي». (نشرت صورته أمس في رمضانيات «الوسط»).
وأشار إلى أن الصم المشاركين في مسابقة القرآن الكريم أسعد حظاً منه، لأنهم استطاعوا حفظ جزء من القرآن، بينما هو عاجزٌ حتى عن تصفحه أو النظر فيه. وقال: «احمدوا نعمة ربكم عليكم، فأنتم قادرون على قراءة القرآن، وأنا لا أستطيع غير حمله وتقبيله ووضعه على صدري. احمدوا ربكم على نعمة السمع والبصر، فأنا محروم منهما. وأنا أعجب من أناس يتركون المصاحف في المساجد يعلوها الغبار، ويتفرغون لمتابعة الفضائيات، وهناك من لا يذهبون إلى المساجد».
وانتقل ليحكي جانباً من حياته للحضور فقال: «عندي خمسة أطفال. لم أشاهدهم قط، ولم أسمع صوتهم، ولا أعرف كيف تكون صورتهم، فقط يمكنني أن ألمسهم وأشمهم، ولا أميّز بينهم إلا عن طريق اللمس».
لاحظت خلال هذين اليومين أنه كان يتعرف على محدّثيه عن طريق لمس رؤوسهم ووجوههم ليميز بعض سماتهم كطول اللحية أو نوع اللباس كالغترة والعقال. وعندما كنت أحدثه كان يلمس وجهي ثم يميل إلى لباسي، وهو مؤشرٌ يمكن أن يتغيّر بطبيعة الحال.
كان لديه كلام يريد أن يوصله للحضور، ولذلك صعد المنصة. يقول واعظاً: «النعم موجودةٌ لديكم، احمدوا ربكم على هذه النعم. اشكروا ربكم على نعمة الأطفال الذين ترونهم وتسمعون أصواتهم وتكلمونهم. اقرأوا القرآن الكريم فهو بين أيديكم ولا تهجروه، ففي قراءته أجرٌ عظيم. هذا كلام الله وهو نبراسٌ لكم في حياتكم. وهذه نصيحةٌ من رجل فقد السمع والبصر والنطق».
رجلٌ ضريرٌ لا يسمع ولا يرى ولا يتكلم، تلقاه صدفةً في زحمة الحياة، فخذ الموعظة ولو من عابر سبيل
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 3264 - الأحد 14 أغسطس 2011م الموافق 14 رمضان 1432هـ
الكثير من الغظماء في الأدب والشعر والعلوم كانت بهم اعاقات جسدية ولكنهم بهروا العالم بالتحدي والنبوغ ..... ام محمود
السعاده ان يكون لديك ثلاثه اشياء
شي تعمله
وشي تحبه
وشي تطمح اليه
.. قصة الشيخ ذكرتني بالكاتبة المشهورة أجاثا كريستي التي كانت فاقدة لثلاث من الحواس ولكنها كانت امرأة عظيمة وطموحة جدا والروايات البوليسية التي كتبتها قدر عدد المطبوع منها بمليارين نسخة بجميع اللغات .. بيتهوفن كان اصم واستطاع تاليف أجمل المعزوفات وكذلك طه حسين الاديب المصري وليناردو دافنشي كانت به اعاقة ورسم الموناليزا
فقدان الحواس احيانا تبني انسان عظيم مثل الذي قابلته يا سيد
واحيانا الانسان السليم يكون معاق بتفكيره الاعوج
رباه .. الحمد و الشكر و النعماء لك
استاذي ..
مقالك اثر في كثيرا .. زحمة الحياة احيانا تأخذنا الى البعيد و قد ننسى اننا نملك اكبر النعم وهي الصحة وغيرنا قد حرم منها ..
حقا لا تسعفني الكلمات ولكن اشكرك ثانيا فأنت اخذت بيدي الى مكان قد هجرته من قريب
صدقت يا سيد
فانها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور
خارج الموضوع
سيد أرغب أن تقرأ مقابلة لبسيوني في جريدة الشروق المصرية حول مطالبته محاكمة حسني مبارك على ماحصل من عمليات للتعذيب والقتل في السجون المصرية كونه يتحمل المسؤلية الإدارية وماتناولته إحدى الصحف المحلية من تنظيرات في مقابلته اليوم...
وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها..
وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها ..
والموجود رخيص
عورني قلبي
بصراحة عورني قلبي عليه خصوصا انه ما شاف اولاده ولا سمع صوتهم ولا كلمهم
الشكر لله
شكرا لك سيدنا انها العبر والدروس وانها النفس الكبيره لهذا الرجل الكبير
اللهم بحق هذا الشهر الكريم شافي شيخنا
الحمد لله
الحمد لله على كل حال.
وفقك الله
عبرة من عابر سبيل
تمر بي أحيانا لحظات عندما أكون لوحدي ، فأتمثل أني لم أعد أرى وأغمض عيني محاولا التنقل في الغرفة لأخذ حاحياتي بدون الإستعانة بشيئ وعندما تبعد المسافة أشعر بالخوف فكيف لو قدر أني لا أرى ولا أسمع ولا أتكلم !! ثم أعود لأفتح عيني لأرى الأشياء على حقيقتها وكأني أراها لأول مرة فأراها جميلة ملونة زاهية فأحمد الله على نعمه التي لا تحصى وأردد ( وأجعلني لآلائك من الذاكرين ولنعمائك من الشاكرين )
الحمدلله كثيرا
اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه
بدونها
احسنت استاذ عندنا نعم كثيرة لا نعرف قيمته الا وقت فقدانها ولو سألت الاخ الضرير الاصم الابكم ترجع لك حواسك لاكن ناخذ منك الامن لتمنا ان يبقى علي حاله ويبقي في امان
رجلٌ ضريرٌ لا يسمع ولا يرى ولا يتكلم، تلقاه صدفةً في زحمة الحياة، فخذ الموعظة ولو من عابر سبيل
ومن وضع في موقع المسؤولية لحفظ البلاد والعباد تراهم يتكالبون لقتل الشقيق وتمزيق بلده واليك بسوريا أنموذج
شكرا
الموضوع فعلا اهم مكتبت في رايي
الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه
ربما اختلف معك كثيرا فيما تكتب ولكن لا أنكر نتعلم منكم الكثير
قوة قلمك نتمنى تسخيرها لمصلحة الوطن
اعتب عليك بعض الشيئ احيانا أنك تبدو منحازا لجهة معينة ومع ذلك نقرأ لكم لأاننا نحب هذا الوطن ويجب على الجميع تقبل الراي الاخر
وفقك الله للبحرين
محرقاوي
كلام من ذهب
كلام من ذهب بصراحة، مقال مؤثر جداً، تسلم سيدنا، وبالإشارة إلى فحوى الموضوع، فأنا كنت أُخبر صديقي دائماً أننا عندما نكون في حالة من اليأس أو التحبّط من جراء أي عمل في الحياة فعلينا دائماً أن نرى الأشخاص الذين لا يستطيعون المحاولة في هذا العمل، و هذا الأمر ينطبق على الجميع عندما يرى شخص معاق يجب عليه أن يحمد ربّه على نعمه عليه، وفي الحال أن الحمد يكون لله على كل حال، فالحمد لله على كل حال.
الحمد لله
وقليل من عبادي الشكور، الحمد لله على جليل نعمه.
كلام حكم ياسيدنا
نقرأ المقال اليوم نأخذ به وفي اليوم التالي ننساه وكأنه لم نقرأ او نسمع.