قبل الإطلاع على النقاط الرئيسية للعرض الأوروبي المقدم لإيران لتجاوز الأزمة النووية، كان من الممكن للمرء أن يستغرب التفاؤل الذي أبداه وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي عندما وصفها بأنها «تنطوي على إيجابيات عديدة» موضحاً أن طهران «بصدد دراستها وتقييمها بجدية وإنها سترد عليها بأسرع وقت ممكن».
المقترحات الأوروبية لم تنشر بشكل كامل بعد لكن وكالة الصحافة الفرنسية حصلت على النقاط الرئيسية لها ونشرتها «الوسط» أمس الأول، ومن خلال الاطلاع على جوهر هذه المقترحات نلاحظ أن الغرب استجاب لتأكيد حق إيران في تطوير الطاقة النووية لأغراض سلمية بما يتفق مع واجباتها بموجب معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، وهو الأمر الذي ظلت طهران تردده باستمرار وتقول إن دونه المواجهة إذا كتبت عليها.
العرض يفتح الباب أمام إيران واسعاً للدخول في مجال تعاون نووي وشراكة موسعة مع روسيا في مجال التخصيب النووي، كما يمنحها فرصة تحسين العلاقات الاقتصادية وبالطبع السياسية مع دول الغرب واسترداد حقوقها التي حظرت ويشمل ذلك إمكان الحصول على تكنولوجيا المفاعلات النووية التي تعمل بالماء الخفيف من خلال مشروعات مشتركة وتحديث البنى التحتية في مجال الاتصالات والتنمية الزراعية والطيران المدني.
وتوصي المقترحات بدعم عقد مؤتمر جديد لتشجيع الحوار والتعاون في مسائل الأمن الإقليمي وهو ما سعت إيران جادة لتحقيقه عبر الجولات التي قام بها كبار مسئوليها في الكثير من البلدان العربية أخيراً وقد يساعد ذلك كثيراً في تقوية أواصر المودة بين الدول الإسلامية ويحسن موقفها في مواجهة العدو المشترك «إسرائيل» خصوصاً في زاوية إجبارها على نزع سلاحها النووي لجعل المنطقة خالية منه.
المعركة لم تنته وإنما بدأت فعلياً والمشجع في الأمر انه فور إعلان إيران موافقتها على المقترحات واستعدادها للدخول في مفاوضات بشأنها تسقط التهديدات بتحويل ملفها لمجلس الأمن مما يبعد شبح وخطر اندلاع حرب جديدة في المنطقة، وعلى طهران أن تجتهد للفوز وعلى البلدان العربية أن تهيئ لها الساحة؛ لأن النتيجة ستكون لصالح الجميع خصوصاً الرئيس الإيراني أحمدي نجاد لتحقيق برنامجه الانتخابي الهادف لتحسين أوضاع السواد الأعظم من الإيرانيين
إقرأ أيضا لـ "ابراهيم خالد"العدد 1379 - الخميس 15 يونيو 2006م الموافق 18 جمادى الأولى 1427هـ