بداية أحب أن أعبّر عن تقديري الكبير لهذا الاهتمام بملف القطاع الطلابي وما يتمخض عنه من حراك يعكس بصورة أو بأخرى حراك الكبار في المؤسسات السياسية التي تمثل ألوان الطيف الوطني. كما لا يفوتني أن أثني على مقالاتكم التي لا تفتأ تثير أسئلة وغباراً بشأن الكثير من القضايا والمسائل السياسية والثقافية التي هي جديرة بالمطالعة وإعادة النظر والتأمل.
بيد أن ما حملني على إرسال هذا التعليق هو ما خطته أيديكم بشأن نتائج توزيع مناصب مجلس الطلبة التي حدثت أخيراً، والتي تميزت بتعاون جديد من نوعه على مستوى تجربة مجلس الطلبة بين قائمة «الطالب أولاً» التي نرعاها في المركز الشبابي وبين قائمة «الإصلاح» التي يرعاها الأخوة في منتدى الجامعيين. إذ إنكم استندتم إلى ما طرحه الصحافي حيدر محمد في «الوسط»، من أن «الوفاق خرجت من مجلس الطلبة من دون حمص، بخسرانها منصبي الرئيس ونائب الرئيس واللجان المهمة». وذلك متوافق لما روجت إليه بعض أقلام الأخوة شباب المنبر الديمقراطي التقدمي وهو مخالف للواقع تماماً. وذلك لأن «الطالب أولاً» وللمرة الأولى في تاريخ المجلس حصدت أهم لجنتين حيويتين فيه وهما «اللجنة الثقافية» و«اللجنة الاجتماعية»، بالإضافة إلى اللجنة الرياضية، أي أن «الطالب أولاً» خرجت بثلاث لجان من أصل أربع لجان رئيسية بالمجلس. وذلك خلاف ما أورده الصحافي حيدر محمد من أن «الطالب أولاً» لم تحصد سوى اللجنة الاجتماعية. أما عن باقي مناصب المجلس فلقد كانت الرئاسة والنيابة وأمانة السر لقائمة «الإصلاح»، لتكون الأمانة المالية لأحد المستقلين الذين تبنت «الطالب أولا» دعمهم، وهو الناشط الطلابي حبيب المرزوق.
وبذلك تكون «الطالب أولاً» قد حققت وفازت بجميع المواقع التي استهدفتها والتي لم يكن من ضمنها منصب الرئاسة، وبذلك يتجلى زيف ما صورته بعض المقالات والأخبار من أن قائمة «الطالب أولاً» خسرت موقع الرئاسة، و«خرجت من المولد بلا حمص».
غير أن السؤال الدقيق، والذي أظنكم افتقدتم المقدمات المتكاملة لإجابته هو لماذا استهدفت «الطالب أولا» رئاسة اللجان ولم تستهدف رئاسة المجلس؟ مع ملاحظة أن خلاف شباب المنبر التقدمي مع القائمة كان حول رئاسة اللجنة الاجتماعية. وإجابة عن هذا السؤال أقول إن قائمة «الطالب أولاً» مستفيدة من تجربتها الممتدة مع المجلس لأربع دورات مضت وجدت أن لجان المجلس لها من الأهمية الحيوية ما لا تتمتع به الكثير من المواقع التشريفية الأخرى كنيابة الرئيس أو أمانة السر، وهي مناصب حصدتها القائمة في أوقات سابقة ووجدتها في بعض الأحيان تبعد ممثلي القائمة عن الطلبة أكثر مما تقربهم.
وذلك خلاف ما هي عليه اللجان التي تعود إليها مهام النظر في هموم ومشكلات الطلبة الأكاديمية والثقافية والمالية، وهي مهام وجد شباب قائمة «الطالب أولاً» أنفسهم فيها، فهم من خلالها أقرب إلى هموم الطلبة وإلى مشكلاتهم وأكثر قدرة على طرح الحلول والتصورات المناسبة لها، وهذا ما شهد له الكثير من مسئولي جامعة البحرين في حق شباب القائمة، فهي بشهادة الجميع الأقرب إلى مشكلات الطالب وقضاياه. ولا أريد بذلك دحض أهمية منصب الرئاسة، بيد أننا في قائمة «الطالب أولاً» وبما خرجنا به من تجربتنا في النشاط الطلابي لا نرى للرئاسة معنى إن لم تكن مرتبطة بلجان حيوية تفعل وجود مجلس الطلبة وتحقق من أجلهم نقلات حقيقية.
وأخيراً... لا يفوتني أن أعذركم على ما خطت يدكم من تحليل لأبعاد مواقف القائمة نختلف معه، ساعد عليه في وجهة نظرنا التصور غير الدقيق الذي رسمته بعض الأقلام الإعلامية في وجه القائمة نتيجة ارتباطها بقائمة شباب المنبر الديمقراطي التي جاءت اللعبة الديمقراطية هذه المرة في غير صالحها، إذ «الخروج من المولد بلا حمص»
إقرأ أيضا لـ "حسين محمد الصباغ"العدد 1379 - الخميس 15 يونيو 2006م الموافق 18 جمادى الأولى 1427هـ