استشهد عشرة فلسطينيين بينهم عائلة مكونة من الأب والأم وأطفالهما الثلاثة وبينهم رضيع في غارات جوية وبحرية وبرية إسرائيلية، استهدفت خصوصا منطقة السودانية الساحلية شمال غزة أثناء استجمام العائلات في عطلة نهاية الأسبوع.
كان مؤلماً منظر الأطفال الشهداء وأمهاتهم الذين كانوا من بين عشرات الشهداء الذي سقطوا من جراء القصف الإسرائيلي الذي استهدف شاطئ بيت لاهيا شمال مدينة غزة. القوات الإسرائيلية لم تكتف بتجويع هذا الشعب بدعم من أميركا وأوروبا وبتآمر مع بقايا السلطة السابقة، إلا أنها اليوم تقوم بإرسال طائراتها وصواريخها لحصد أرواح أعداد كبيرة منهم. أنها مجزرة بكل معنى الكلمة تعكس عنصرية سادية غير مسبوقة في التاريخ البشري.
عوائل محرومة، جائعة، فقدت كل شيء لجأت إلى البحر، في جمعة «قائظ»، لتنسم بعض لحظات الاسترخاء، والترويح عن الأنفس المثقلة بالهموم، فتأتي القذائف الهمجية الإسرائيلية لتحصد أرواح البعض منهم، وتصيب البعض الآخر، ونسبة كبيرة منهم من الأطفال، إصابات بعضهم قد تؤدي إلى العجز الكامل.
إنه استفزاز واضح الأهداف، يستعجل انهيار حكومة «حماس» الفلسطينية، من خلال جرها لإنهاء الهدنة، والإقدام علي عمليات استشهادية انتقامية. وذلك كله لتعيد القوات الإسرائيلية احتلال قطاع غزة لبضعة أسابيع للإطاحة بالحكومة، وإعادة تسليم السلطة إلى أولئك المتربصين والمستعدين للقبول بالشروط الأميركية والإسرائيلية للتسوية.
هذه الاستراتيجية الاستفزازية الإسرائيلية ستعطي نتائج عكسية، وبغض النظر عن بقاء حكومة «حماس» أو انهيارها، لان الشعب الفلسطيني سيقف دائماً إلى جانب المقاومة، وسيدعم الذين يرفعون راياتها.
أما المجازر الإسرائيلية فتؤكد أن الطرف الإسرائيلي هو المأزوم، وهو الذي يتخبط في قراراته ومواقفه، فلا يوجد شخص قوي وعاقل يطلق الصواريخ والقذائف المدفعية على أبرياء مجوعين محرومين يستجمون وأطفالهم على شاطئ البحر.
أشقاء هؤلاء الأطفال الشهداء، وأيتام تلك الأمهات الشهيدات هم وجمال أبوسمهدانة وزملاؤه الذين سقطوا بصاروخ الطائرات الإسرائيلية فجر الجمعة، وهؤلاء هم الجيل المقبل الذي لن يقبل بتسوية يسعي إليها من يريدون التفريط بالثوابت الفلسطينية
إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"العدد 1374 - السبت 10 يونيو 2006م الموافق 13 جمادى الأولى 1427هـ