في شهر المونديال لا صوت ولا حديث يعلو فوق حديث المونديال الذي يعتبر ظاهرة عالمية تتكرر كل أربع سنوات وأكثر من مجرد بطولة رياضية.
وأعجبتني مقولة ان «المونديال أشبه بالجامعة» يتعلم منها كل من يشتغل في عالم الرياضة دروساً مختلفة على مدى شهر كامل من فنون الإدارة والتنظيم واللعب والتحكيم والاعلام على رغم اتفاق الجميع على النظرة الأولى المنصبة على مشاهدة متعة اللعب والمستويات الراقية لنخبة نجوم العالم.
فمثلاً من الدروس الأولية كان حفل الافتتاح الذي جاء مبسطاً لم يتجاوز الـ دقيقة وفقرات تقليدية عدا فكرة جديدة بدخول كابتن المنتخبات الفائزة بكأس العالم السابقة كنوع من الاحتفاء بها، وذلك يعطينا مؤشراً على الاتجاه نحو الابتعاد عن حفلات الافتتاح المطولة والصاخبة والباهظة مالياً التي كنا ومازلنا نعاني منها في افتتاح دوراتنا الرياضية.
ومن الدروس أيضاً الحضور الجماهيري الكبير في كل مباراة ووجود مشجعين لكل فريق من دون حدوث احتكاكات وتعصب وتوتر وكل منهم يستمتع بتشجيع فريقه وقد صرف آلاف الدولارات من جيبه للسفر إلى ألمانيا لحضور المباريات والاستمتاع بصرف النظر عن حسابات الفوز والخسارة وهي تجسد معاني الروح الرياضية المثالية.
ولأننا في بداية المونديال فمن الصعب الحديث عن الأمور الفنية ومجريات البطولة التي ستفتح مع سير المباريات.
وطالما نتحدث عن المونديال فنشير هنا إلى أجواء هذا الحدث العالي في البحرين والتي عكرتها إزالة مراكز مشاهدة مباريات المونديال «مخيمات» التي كانت تعتزم وزارة الاعلام وضعها في المحافظات الخمس وذلك بسبب سوء الاعداد، إذ كان يفترض ان تكون منظمة ومعداً لها مسبقاً وبفترة طويلة وبتنسيق مع الجهات المعنية بدلاً من التحرك في الأيام الأخيرة للمونديال.
في دول الأردن واليمن والسودان تم الترتيب وبدعم أعلى المستويات بوضع شاشات تلفزيونية في الميادين العامة والأندية الكبيرة ومناطق الفقراء.
وما زاد الطين بلة انه حتى في الأندية القروية الصغيرة مثل دار كليب والنويدرات واتحاد الريف التي حاولت جمع أهاليها وشبابها في مكان واحد منعت من ذلك بعدما طلب منها مبالغ تفوق قدراتها المالية من دون أن تجد عوناً مثلاً من المحافظات أو المجالس البلدية التابعة لها أو المؤسسة العامة للشباب والرياضة
إقرأ أيضا لـ "عبدالرسول حسين"العدد 1374 - السبت 10 يونيو 2006م الموافق 13 جمادى الأولى 1427هـ