معركة حامية الوطيس تنتظرها المترشحات في الكويت، في تجربتهن الأولى للانتخابات النيابية، التجربة التي لم يتوقعن خوضها هذا العام، وجاءت المصادفة «السياسية» لتعطيهن هذه الفرصة التي طالبن بها طويلاً.
وعلى رغم صعوبة التجربة بوصفها الأولى، وعلى رغم فرصتهن الضئيلة للفوز «بشهادة الجميع وبناء على جميع المعطيات والظروف السياسية المحيطة» على رغم ذلك كله، تبدو المترشحات الكويتيات متفائلات جداً، ومصممات على خوض التجربة، حتى استقبلت مكاتب تسجيل المترشحين أعداداً كبيرة من النساء، تسابقن لتسجيل أسمائهن في هذا الحدث الذي اعتبرنه تاريخياً.
يحكي مراسل «الوسط» في الكويت عن اليوم الأول لتسجيل المترشحين في الكويت قائلاً: إنه كان يوماً نسائياً بكل المقاييس، فقد اتجهت إحدى المترشحات الكويتيات منذ الساعة السادسة إلى مكتب تسجيل المترشحين، منتظرة أن يفتح باب المكتب فتكون بذلك سجلت سبقاً تاريخياً بوصفها أول سيدة كويتية تسجل اسمها للترشح في الانتخابات النيابية، وعلى رغم سعيها الحثيث ذاك، لم تتمكن من الفوز بهذا اللقب، فقد حضر مدير المكتب في السادسة والنصف ووجدها منتظرة، فطلب اليها الحضور في السابعة والنصف على الأقل، لأن المكتب لن يفتح أبوابه إلا حينئذ، وعندما رجعت، وجدت أربع مترشحات وصلن فعلاً قبلها، منتظرات فتح الباب ليحصلن على اللقب نفسه، وكان الحل المرضي للجميع أن قام مدير المكتب بتسجيل خمس المترشحات معاً في وقت واحد، من باب الإنصاف.
مشاهد كثيرة استقبلها مكتب تسجيل المترشحين في الكويت مع تسجيل المترشحات النساء، اللاتي مثلن فعلاً جميع شرائح المجتمع الكويتي على اختلافها وتناقضها، فمنهن الحضرية، والبدوية والشيعية والسنية، ومنهن المنقبة أو المتحجبة وغير المتحجبة، أطياف كثيرة جمعها هدف واحد هو الوصول إلى مجلس الأمة، وممارسة حق لطالما حرمن منه.
هل تنجح الكويتية في الوصول إلى عضوية مجلس الأمة؟ سؤال ستتكشف إجابته في القريب العاجل، مع خوضها الانتخابات، التي قد تحمل مفاجآت ومفاجآت وقد تقلب الموازين أيضاً. ولا يخفى على أحد أن الفرصة ضعيفة في الفوز، ولا يشكل ذلك أي انتقاص للمرأة أو لمكانتها كمترشحة، إن هي إلا إفرازات مجتمعية وسياسية، وموازين للقوى قد تغير أي حسابات.
والأمر نفسه ينطبق على مترشحاتنا في البحرين، اللاتي تنتظرهن تجربة على الدرجة من الصعوبة نفسها، وإن اختلفت الظروف قليلاً لصالحهن. فقد أبدت المترشحات بعض الانزعاج من وصف فرصهن بـ «الضعيفة» في الانتخابات المقبلة، داعيات إلى التفاؤل الذي قد يقلب الموازين ويغير الحسابات. ونحن نشد على أيديهن ونتمنى لهن التوفيق والنجاح، ونتمنى أن يتغير الواقع لصالحهن. ونؤكد أن وصف فرصتهن بـ «الضعيفة» ليس انتقاصاً لهن مثلما هو ليس انتقاصاً للمرأة الكويتية، فهو واقع لا يمكن تجاهله، حمل ترسبات مجتمعية وسياسية متراكمة لا ذنب للمرأة المترشحة فيها، لكنه حملها عبئاً كبيراً بتغيير هذا الواقع لصالحها، ولصالح جميع النساء.
قد نقول إن فرصة المترشحات ضعيفة بناء على حسابات وموازين القوى الواقعية، لكننا نتمنى أن نكون مخطئين، ونتمنى أن تغير المترشحات هذه النظرة، ويصلن إلى البرلمان، نتمنى..
إقرأ أيضا لـ "ندى الوادي"العدد 1374 - السبت 10 يونيو 2006م الموافق 13 جمادى الأولى 1427هـ