في إحدى الكلمات البليغة للإمام علي (ع) في نهج البلاغة: «والمقل غريب في بلدته»، وفي كلمة أخرى يقول: «الغنى في الغربة وطن، والفقر في الوطن غربة».
قبل ثلاث سنوات، أشارت بعض الدراسات إلى أن خط الفقر لدخل أسرة بسيطة تتكون من ستة أفراد، يصل إلى ديناراً شهرياً (انظر الموقع الإلكتروني لمجلس الشورى، وصحيفة «الوسط» الصادرة بتاريخ أبريل/ نيسان الماضي). ومنذ ذلك الحين ارتفعت كلفة المعيشة بشكل صاروخي، خصوصاً في بعض الجوانب المعيشية الحيوية كالسكن مثلاً. وفي الوقت الذي يفترض فيه ارتفاع متوسط الأجور ليوازن هذا الخلل، حدث عكس ذلك، إذ انخفض متوسط الأجور من ديناراً إلى ديناراً، بنسبة في المئة، ما بين عامي و، كما ذكر الباحث الاقتصادي جاسم حسين.
مع ذلك فإن متوسط الأجور هذا ( ديناراً) لا علاقة له بالواقع، ولا نسب أو قرابة بين الواقع وبين حتى الـ ديناراً التي قدمتها بعض الدراسات الآنفة الذكر، إذ إن في المئة من العاملين في القطاع الخاص من البحرينيين تقل رواتبهم عن دينار بحسب المصدر نفسه. ويذكر أن عدد العاملين البحرينيين في القطاع الخاص بلغ شخصاً. وسبق أن كشف وزير العمل مجيد العلوي لصحيفة «الوسط» بتاريخ مارس/ آذار الماضي عن وجود أكثر من ألف بحريني يحصلون على أجر أقل من دينار شهرياً، مشيراً إلى أن الكل يعلم كيف تعيش هذه الأسر وبهذا الأجر». وجاءت تصريحات وزير العمل مجيد العلوي والتي أفاد بأن ملك البلاد أمر برفع رواتب هؤلاء المواطنين لتصبح فوق الـ دينار فأنعشت قلوبهم، والأمل معقود بأن تتم مراعاة تلك الدراسات عند رفع سقف الأجور.
أن تعيش نسبة في المئة من المواطنين العاملين في القطاع الخاص في أوطانهم في غربة الفقر والحاجة، لهي حال جديرة بإعلان حالة الطوارئ إلى أن يتم انتشالهم من غربتهم التي طالت في هذا الوطن
إقرأ أيضا لـ "عباس هاشم"العدد 1374 - السبت 10 يونيو 2006م الموافق 13 جمادى الأولى 1427هـ