العدد 3259 - الثلثاء 09 أغسطس 2011م الموافق 09 رمضان 1432هـ

التفسير الصعب لأحداث العرب 2011

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

تفاجأت من تفسير الشيخ عمران حسين لأحداث لعرب في سنة 2011، هذا الشيخ الذي وُلِد في جزيرة ترينداد في البحر الكاريبي، من عائلة يعود أصلها إلى الهند، وهاجر والده من أجل العمل وتحصيل الرزق، قال كلاماً تقشعّر منه الأبدان، في العام 2003، عندما كان يعطي محاضرة عن مستقبل الأمة الإسلامية بعد أحداث 9 نوفمبر/ تشرين الثاني 2001.

توقع الشيخ عمران أن الشعوب في البلدان العربية ستثور، وستتساقط الحكومة تلو الأخرى، بسبب تأجيج الغضب والشعور بالمهانة لدى الشعوب العربية، عن طريق القنوات الفضائية، وقد خص إحدى القنوات الفضائية المجاورة لنا، والتي تبث عبر دولة خليجية قريبة منا.

وقال الشيخ عمران إن ما سيحدث بدايته تكون في دخول الولايات المتحدة الأميركية للعراق، الذي لا يشكل لها خطراً عسكرياً، بقدر ما يشكل غنيمة سياسية واقتصادية للولايات المتحدة.

وإن من بعد العراق وما سيحدث بالعراق، ستغذي الفضائيات الشعب بأهمية الثورة، وضرورة عدم السكوت على المهانة، وعندها لن تقف الشعوب مكتوفة الأيدي كما كانت في السابق، بل ستناضل من أجل الكرامة.

العجيب في الأمر أن عمران استند إلى أن المستفيد الوحيد من تغيير الشعوب هي دولة لا أحد يضع لها بالاً في تلك الأيام، دولة غرستها معاهدة كامب ديفيد، وأصبح على العرب التعايش معها، وهي «إسرائيل».

وعلل الشيخ عمران هذه التوقعات بتوقع آخر، عندما ذكر أن الدولار الأميركي سينهار بسبب الحروب التي ستخوضها الولايات المتحدة الأميركية ضد الإرهاب والمبطنة للاستفادة من خيرات الشعوب سواء سياسياً واستراتيجياً أو حتى اقتصادياً.

وبالفعل نحن نرى هذه الأيام مشكلات اقتصادية عميقة لدى الولايات المتحدة الأميركية، أولها رفع سقف الديون حتى لا تعلن الولايات المتحدة الأميركية إفلاسها فينهار الدولار، ومن ثم سيترتب على هذا الأمر نشوء دولة عظمى أخرى.

كلنا كنا نتوقع أن الدولة ستكون الصين أو إحدى دول شرق آسيا، ولكن الشيخ عمران يتوقع أن الدولة التي ستظهر كأقوى دولة في العالم بعد انهيار الولايات المتحدة الأميركية هي دولة إسرائيل، وسيجبر العرب على وضع اليد معهم، حتى تثور الشعوب مرة أخرى لتحارب إسرائيل.

وإن من سيسند إسرائيل هما دول أوروبا واليابان! وعلى رغم مرارة هذا الكلام إلا أننا نرى ما توجس به هذا الرجل قبل 8 سنوات واقعاً معيشاً نشهده هذه الأيام، فالثورات العربية أصبحت كالزكام «المفيد»، كل شعب يعادي الآخر من أجل الحصول على الكرامة والحرية ولقمة العيش.

نتمنى أن توقعات الشيخ عمران في وصول إسرائيل إلى القمة لا تتحقق، ولكن كذلك نرى أن التاريخ يُعيد نفسه، وكما قال الشاعر:

إذا تمَّ شيء بدا نقصه ترقب زوالا إذا قيل تم

اللهم احفظ البحرين الصغيرة بمكانها والكبيرة في قلوبنا لديها، اللهم لا تُشتتنا واجعلنا أمة واحدة، اللهم إنك العالم بالغيب، فلا تصرفنا عن الخير واجعله دوماً أمام أعيننا، إنك أنت السميع العليم. اللهم آمين

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 3259 - الثلثاء 09 أغسطس 2011م الموافق 09 رمضان 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 9 | 4:25 ص

      خبير الارقام محمد فنيش

      اتمنى ان تقرأي ما قاله عن 2011 وسترين ما قاله وقع

    • زائر 8 | 4:19 ص

      صح كلامك

      والدليل اضعاف دول الممانانعه بحجة حقوق الانسان وغيرها مثل العراق وسوريا ولبنان

    • Blackeye82 | 3:33 ص

      لا اعتقد

      انا لا اعتقد ان بالامكان لاسرائيل السيطره على العالم لان السيطره يحتاج لعاملين ( القوة العسكريه و الاقتصاد القوي) لنفترض ان لدى أسرائيل القوه الاقتصاديه الا انها تفتقد العسكريه و القوه العسكريه لا تعني امتلاك الاسلحه الفتاكه فقط. و لناخذ عبره من حرب تموز التي لا زالت تداعياتها مستمره ليومنا هذا.
      سيطره امريكا على العالم بسبب انتصارها في الحرب العالميه

    • زائر 6 | 3:01 ص

      المشروع الأمريكي في المنطقة

      عندما سئل السادات هل انتصرت في الحرب؟
      قال انظروا إلي ما يحدث ويقال في إسرائيل وستعرفون الإجابة!!
      وكل ما يحدث من أحداث في الوطن العربي يصب بالدرجة الأول في صالح إسرائيل من أجل إخضاع وإضعاف الدول العربية لكي تبقي تحت السيطرة الإسرائيلية وقد ذكر وزير الدفاع الإسرائيلي "إيهود بارك" أن استبدال الأسد سيؤدي إلى إضعاف قوة إيران وحزب الله.

    • زائر 5 | 3:00 ص

      حكمة ينتهي تحكم كل الأمور

      سمعت محاضرة منذ أكثر من 30 سنة عن حكمة كلمة ينتهي ونتيجة هذه المحاضرة أن كل ما في الكون ينتهي ولا باقي إلا وجه الله جلّ جلاله
      لذلك عندما ترى بلدا أو فردا يصل إلى القمة فتوقع بعد القمة النزول لا أحد يمكنه المكوث في القمة هذه
      هي حكمة الله كل أمر يتم ويكمل يبتدي نقصانه
      وكما قال الإمام علي ع (وقهر عباده بالموت والفناء) فلا بقاء وديمومة إلا لله أما ما سواه فهو زائل لا محالة

    • زائر 4 | 2:42 ص

      مقال رائع

      شكرا لكم على هذا القال الرائع والمعلم والذي يجعلنا على يقين من أن الشعوب هي مصدر الحريات وهي مصدر السلطات

    • زائر 3 | 1:50 ص

      التفسير سهل

      الابنة مريم الشروقي التفسير سهل جدا ليس به صعوبة ، انه آخر الزمان ، نكثر الحروب و تزيد الفتنة و الخوف من الأيام القادمة انها اخر ساعات الزمان و الله يكون في العون ...

    • زائر 2 | 1:46 ص

      الى مريم الشروقي

      اللهم احفظ البحرين الصغيرة بمكانها والكبيرة في قلوبنا لديها، اللهم لا تُشتتنا واجعلنا أمة واحدة، اللهم إنك العالم بالغيب، فلا تصرفنا عن الخير واجعله دوماً أمام أعيننا، إنك أنت السميع العليم. اللهم آمين

    • زائر 1 | 1:40 ص

      الدولار سينهار

      بنت الشروقي شكرا على المقال ، الدولار سينهار و نحن في انتظار ارتفاع الدينار البحريني، نبي المواطن يرتاح عاد ، ورانا مصاريف العيد ورمضان و المدارس ، الله يكون في العون ...

اقرأ ايضاً