أكد ولي العهد نائب القائد الأعلى سمو الأمير سلمان بن حمد آل خليفة أن البحرين كبيرة بأهلها... ونحن بمحبة هذا البلد وتكاتفنا جميعاً أكبر من أي صعب، مشدداً على أهمية العمل لدفع عجلة الاقتصاد الى الأمام، منوهاً بالدور الوطني والحيوي للأمن والاستقرار في مملكة البحرين؛ لأن لا اقتصاد من دون أمن ولا حياة اجتماعية من دون أمن ولا تقدم من دون استقرار.
وثمَّن دور العائلات البحرينية التي حافظت على ثباتها وإيمانها بالوطن وتمسكها بالالتفاف حول رؤية جلالة الملك الوالد حفظه الله ورعاه.
وقال سموه، لدى زيارته مجلس العريض بمحافظة العاصمة، يرافقه نجله سمو الشيخ عيسى بن سلمان بن حمد آل خليفة، إننا نستذكر في هذا المبنى العريق الذي مضى على إنشائه كصرح معماري كبير؛ كيف صارت البحرين هوية وإنجازاً وتقدماً، وإن قصة البحرين تروى للأجيال الجديدة عبر تلاحم فرجانها وتماسك عائلاتها وثباتها على روح الانتماء الأصيل.
وأضاف، موجهاً حديثه الى نائب رئيس مجلس الوزراء جواد سالم العريِّض وأفراد العريض كافة، إنكم تستحقون شكراً خاصّاً على وطنيتكم التي ما تغيرت ولا تبدلت وظلت نموذجاً عبر كل المحن والأزمات التي واجهتها البحرين لدور العائلة البحرينية الأصيلة التي توحِّد ولا تفرق، وإننا نأمل من الله سبحانه وتعالى أن تظل البحرين متماسكة بروحها الأسرية ومتشبثة بوحدتها وتعمل على تحقيق المزيد من إنجازاتها.
وأردف سموه «إننا ثابتون في هذا الوطن وأنا منكم ومعكم نحفظ ترابه الغالي ونستظل برايته الخفاقة التي لا تعرف الانحناء ونعمل للمزيد من تحصين وحدتنا الوطنية ونجمع مواطنينا كافة على التوافق الوطني ونرنو الى المستقبل الواعد المشرق ونفتح الباب أمام كل الطاقات الخلاقة من أبنائنا وبناتنا، شباباً وشابات جميعاً، وليعلموا أن الوطن يتطلع دائماً إلى عطائهم ومساهماتهم ليكملوا مسيرة الآباء والأجداد».
واستعرض ولي العهد بعض القضايا المتعلقة بالفن المعماري الذي شكل خصوصية بحرينية في البناء وخاصة في المباني التي تأسست منذ عشرات السنين، حاثاً سموه الجميع على التمسك بها والعمل على ترميمها والحفاظ على جمالها.
من جهته، رحب جواد سالم العريض بزيارة ولي العهد، معتبراً إياها حدثاً وطنيّاً يترقبه وينتظره الناس في هذا الشهر المبارك ليستمعوا الى إرشادات سموه وآرائه النَّيِّرة، واصفاً سموه بالأمير النبيل الثابت على مبادئه المتفاني في خدمة جلالة مليكه ووطنه، المعبر عن الأمل.
وقال: «نحن على العهد يا سمو ولي العهد كما عرفتمونا دوماً، تخطينا هذه الأزمة بحكمة جلالة الملك الذي ورث الحكمة وصون الوطن وحماية منجزاته كابراً عن كابر، وما الأزمة الأخيرة، التي تجاوزناها بحمد الله، إلا واحدة من هذه الأزمات التي تخطتها البحرين بحكمة قيادتنا وبوعي شعبها الأصيل».
ثم توجه ولي العهد الى زيارة مجلس فضيلة الشيخ عبداللطيف آل سعد، حيث ذكر سموه أن شهر رمضان المبارك هو شهر العلم والمحبة والرخاء والإيمان وأنه أحب الأشهر إلى قلب سموه.
وتمنى سمو ولي العهد لفضيلة الشيخ آل سعد دوام الصحة وأن يبارك له في نعمة العلم والإيمان، متطلعا إلى أن تتمكن الأجيال الجديدة من رجال الدين من الاستفادة من علم هذا الشيخ الذي يعتبر مثالاً يحتذى به في مملكة البحرين.
من جهته، عبر فضيلة الشيخ آل سعد عن تقديره وعرفانه لهذه اللفتة السامية من سموه التي تتكرر في كل عام وأصبحت تقليداً وسنَّة منتظرة.
بعد ذلك توجه ولي العهد نائب القائد الأعلى إلى مجلس عائلة بن هندي في محافظة المحرق حيث كان في استقبال سموه محافظ المحرق سلمان عيسى بن هندي ومستشار جلالة الملك للشئون الرياضية صالح عيسى بن هندي وعدد من رواد المجلس.
وقال سموه: «إننا ماضون بعون الله وبقوة عزيمة أهل البحرين كافة في مواصلة البناء والتحديث الذي رسمه صمام أمان البحرين، جلالة الملك الوالد حفظه الله ورعاه من خلال مشروعه الحضاري».
وقدم الشكر والتقدير لمنتسبي القوات المسلحة كافة ورجال الأمن العام وجميع شباب البحرين المخلص على كل ما قدموه للبحرين ووقفتهم الشجاعة الباسلة أمام كل تحدٍّ واجهته البحرين خلال الأزمة الأخيرة، مثنياً على دور رجالات المحرق وكل أهل البحرين المخلصين على ما أظهروه من مشاعر الحب والولاء لجلالة الملك المفدى أيده الله وانتمائهم لهذه الأرض الطيبة وترابها الغالي.
من جهته، عبر محافظ المحرق عن «فخره واعتزازه بهذه الزيارة الكريمة التي ننتظرها في كل عام وتعبر عن روح المحبة والقيادة الحكيمة وحرص سموكم على تقدم البحرين والحفاظ على مكتسباتها وترابطها الاجتماعي وخاصة في هذا الشهر الكريم».
و أضاف بن هندي أن حكمة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة هي التي صاغت كياننا وصانت مكتسباتنا وجنبت البحرين كل مكروه.
هذا وقدم محافظ المحرق لسمو ولي العهد كتاباً يحوي معلومات وخرائط عن محافظة المحرق.
واختتم ولي العهد نائب القائد الأعلى زياراته أمس في مجلس خالد المؤيد حيث عبر عن ارتياحه لروح التماسك التي تطغى على سلوك أهل البحرين في شهر رمضان المبارك حيث تحل السكينة والحوارات الهادئة والتواصل والمودة على الجميع.
وأعرب عن أمله في أن يتحول هذا السلوك الذي نراه في شهر رمضان المبارك الى سلوك عام ودائم على مدار أشهر السنة إن شاء الله.
ودعا سموه الجميع الى استيعاب الدروس والعبر التي تمر بها شعوب المنطقة وإن الوحدة والتماسك هي التي تحمي المجتمعات وتصونها.
ولفت سموه النظر الى أن مملكة البحرين كانت على الدوام، بإرادة قيادتها ووقوف أبنائها وبناتها المخلصين صفّاً واحداً، كانت قادرة دوماً على تخطي أزماتها والسير قُدُماً الى الأمام، و لعل من مزايا البحرين المشرقة التشبث بالأمل القادم وإن هذا الأمل يصير بعزم الجميع حقيقة واقعة إن شاء الله.
من جهته عبر خالد المؤيد عن أمله في أن تتمكن البحرين، كما فعلت دائماً، من تخطيها أزماتها وتجتاز كل واحدة منها بأقوى مما كانت عليه بإرادة من جلالة الملك وبتصميم من سمو ولي العهد، شاكراً ومثمناً لسموه توجيهاته وآرائه القيمة وهذا الجهد الرمضاني المبارك لسموه الذي يجعل من البحرين وطن المحبة والتراحم والتواصل.
رافق سموه في جولة أمس الرئيس التنفيذي لمجلس التنمية الاقتصادية الشيخ محمد بن عيسى آل خليفة ورئيس ديوان سمو ولي العهد الشيخ خليفة بن دعيج آل خليفة ومستشار سمو ولي العهد الشيخ أحمد بن خليفة آل خليفة والسكرتير الخاص لسمو ولي العهد الشيخ عبدالله بن عيسى آل خليفة
العدد 3259 - الثلثاء 09 أغسطس 2011م الموافق 09 رمضان 1432هـ