قال ولي العهد نائب القائد الأعلى سمو الأمير سلمان بن حمد آل خليفة: «آمل أن تكون الأزمة التي عصفت بنا هي مناعة وطنية تحصن شعبنا كله لينأى بنفسه عن الطائفية، ويلتف حول قيادة عاهل البلاد جلالة الملك التي تهدف الى خير البحرين وتحقيق منعتها والإعلاء من شأن قيم المساواة والتنوع والمودة والمحبة».
ووصف سموه المواطن البحريني القوي بأنه الثابت على موقفه من حب البحرين والولاء لها، والإنسان الضعيف هو المتردد المتذبذب الذي يرفع من شأن أموره الخاصة على حساب وطنه ومصلحته العليا.
وذكر سمو ولي العهد، في زيارته التي رافقه فيها نجله سمو الشيخ عيسى بن سلمان بن حمد آل خليفة الى مجلس كازروني مساء يوم أمس الاثنين (8 أغسطس/ آب 2011)، بالذي حذر منه سموه في العام الماضي أثناء زيارته في شهر رمضان المبارك وفي المجلس نفسه، حين باشرت شرور الفتنة تطل على البحرين ومحاولة النيل من أمنها واستقرارها في رمضان الماضي، حين قال سموه آنذاك إن مملكة البحرين وهويتها وانتماءها ومصالحها جزء من مجلس التعاون الخليجي وإنها ترتبط وستستمر بأوثق العلاقات مع الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية وجميع دول مجلس التعاون الخليجي الشقيقة.
واستعرض سموه في جلسة اتسمت بالصراحة والوضوح الأزمة التي مرت على أهل البحرين، وقال: «نحن من تراب هذا الوطن، خُلقنا من أجل حمايته والدفاع عنه، ولا نرى راية ترفرف فوق هاماتنا سوى راية البحرين وان حماية البحرين هي مسئولية وطنية لكل مواطن».
واستكمل سموه الحديث عن ظروف الأزمة التي مرت على البحرين والتي تجاوزناها بحمد الله قائلا: إن الظروف التي عصفت بالعالم العربي، ونحن جزء منه، تحتم علينا وتملي على كل صاحب ضمير فينا أن يلتزم بالوعي الوطني وأن يفهم الديمقراطية فهما بحرينيا صحيحا يستمد فهمه من ظروفنا الخاصة بنا، وأن نتطلع بوعي الى التجارب التي عصفت من حولنا حين اعتمدت الطائفية والتمذهب وسيلة للتغيير وكيف كانت النتيجة، وكيف دفع أهل تلك البلاد في التجارب الماثلة، أمامنا ثمنا باهظا واضطرت فيما بعد الى اتخاذ الحوار مخرجا والتوافق من جديد والاعتراف بالآخر واحترام حقوقه».
وتطرق سموه الى العمل السياسي والجمعيات السياسية ذات الطابع الديني، قائلا «إني أفهم ان الدين هو الحق وليس من المستحب تسييسه».
واستذكر سموه تجارب مؤلمة في التاريخ الإنساني التي تمحورت صراعاتها حول المذاهب، ومثال على ذلك ما جرى في أوروبا على مدار التاريخ حين اختلطت السياسة بصراع المذاهب وخسرت أوروبا في ذلك - في صراع الكاثوليك والبروتسانت - عشرات الملايين من أبنائها، ولما استقروا على خيار الحرية وأمر العدالة فإنهم تمكنوا من صناعة دولهم القائمة على الحداثة والعدل والتقدم.
وأوضح أن التجربة المُرّة التي تعاني منها الشعوب والأمم حين تختار الانقسام فإنها تدفع ثمناً باهظاً لذلك، ونحن في البحرين لا نحتاج الى أن نكون من هذه التجارب المرة لا سمح الله.
وتساءل سمو ولي العهد: «لمصلحة من الإلحاح على إحداث شرخ في وطننا الموحد وفي مملكتنا المتراحمة بعد أن أنجزنا عشر سنوات من البناء في ظل قيادة جلالة الملك، وأضحت البحرين في 2010 أفضل من البحرين فيما سبق، لأننا آمنا بالبناء على ما سبق، ولأننا ورثنا رسالة خدمة البحرين وحمايتها وإننا أدركنا قيمة التدرج بغية تحقيق أهدافنا البعيدة والتي هي لصالح شعبنا كله دون تمييز أوتفرقة؟».
وأنهى سمو ولي العهد حديثه بالقول: «نؤمن برعاية الله سبحانه وتعالى لهذا الوطن المبروك والخيِّر والذي نهض على مر التاريخ على المودة وتمسك أبنائه جميعا بوحدته لتظل راية البحرين خفاقة مرفرفة، وسنصنع بالتوافق الوطني في مملكتنا الغالية مستقبلنا الزاهر وحياتنا التي تتصف بالعزة والكرامة كما كانت دائما، وسنتمكن بعون الله وتوفيقه وبصبركم ومشاركتكم جميعا من تحقيق حلم البحرين الواعد بكل ما تصبو إليه نفوسكم النبيلة».
بعد ذلك، توجه سمو ولي العهد إلى مجلس عائلة الكوهجي بالجسرة، حيث كان في استقباله عبدالحميد الكوهجي وأفراد عائلة الكوهجي وزوار المجلس.
وقد هنأ سموه بالشهر الكريم، معتبراً إياه شهراً للتواصل والتآخي والتراحم، وقال سموه: «إننا ماضون بعون الله تعالى في مسيرة البناء والتحديث تحت راية جلالة الملك، فهو صمام الأمان لنا جميعا والراعي لوحدتنا الوطنية والضامن لازدهار مملكتنا، بعد أن أرسى جلالته قواعد الإصلاح والديمقراطية في نموذج يعتبر فريدا من نوعه في المنطقة ولثقته في شعبه الذي يستحق ذلك»، وأضاف أن مملكة البحرين يجب أن تنمو بتوافق أهلها ومختلف مكونات المجتمع.
وقال سموه: «إننا ديمقراطيون جميعا، وسنستمر في بناء مؤسسات التي تضمن للأفراد التعبير عن أنفسهم من خلالها». وقدر دور أبناء البحرين المخلصين الذين وقفوا صفا واحدا ملتفين حول راية جلالة الملك.
واختتم ولي العهد نائب القائد الأعلى سمو الأمير سلمان بن حمد آل خليفة جولته يوم أمس (الاثنين) في المجالس الرمضانية بزيارته مجلس خالد الزياني بالرفاع، حيث هنأ سموه الحضور بمقدم هذا الشهر الذي وصفه سموه بأحب الشهور الى قلبه باعتباره شهر المحبة والتواصل النبيل مع مواطني البحرين.
واستعرض سموه في حديث تناول فيه شئون المرحلة الراهنة واصفا إياها بأنها تحول تاريخي أصاب العالم العربي في العمق هذا العام، منبهاً إلى أن مملكة البحرين قد نجاها الله سبحانه بحكمة قائدها جلالة الملك وبنبل أهل البحرين الذين ظلوا على عهدهم ثابتين في حبهم لوطنهم وإخلاص الرجال الذين آمنوا بربهم ولبوا نداء جلالة مليكهم لصون تراب وطنهم وبروا بحبهم لشعبهم
العدد 3258 - الإثنين 08 أغسطس 2011م الموافق 08 رمضان 1432هـ
سمو الأمير سلمان نموذج لسماحة
حقا سمو الأمير نموذج لسماحةوالطيبة لقد استطاع سموه ان يكون في قلب كل بحريني من الشيعة والسنة ندعو الله ان يوفقه في مساعدة شعبه وان يجمعهم تحت راية واحده هي البحرين بهذا القلب سيكون امل للبحرين وشعبها انشاء الله هذه رسالة عفوية من ابن القريه الى قائد طيب كل الناس تحبه