أمر غريب فعلاً ما يحدث لهذا المونديال ((، نهائيات اشبه بلعبة الكراسي، ولكن ما يتفق عليه هو دخول معظم الفرق القوية والمرشحة للوصول إلى دور الثمانية باستثناء خروج هولندا أمام البرتغال وان كان الأخير فريقاً كبيراً أيضاً، وكذلك خروج اسبانيا أمام فرنسا باعتبار ان الأخيرة غابت عن مستواها فترة طويلة بيد أنها تأهلت للدور الثاني من عنق الزجاجة.
يقول أفضل لاعب انجبته الكرة الألمانية، فرانس بيكنباور قبل حدث هذا المونديال: «ستفوز البرازيل بالكأس لأن مستواها لا يستطيع (أي فريق) أن يجاريها»... بينما يقول اليوم «والقصد الوقت الحالي«: «ستفوز ألمانيا بالبطولة».
فلماذا غير القيصر بيكنباور وجهة نظره وهو الخبير في شئون عالم كرة القدم؟
للإجابة، الرد بسيط جداً ولكن أكثر الأسباب شيوعاً هي انخفاض المستوى البرازيلي حتى هذه اللحظة، ارتفاع مستوى المانيا، وجود سلاحي الأرض والجمهور (أكبر عامل مؤثر(.
الفرق الثمانية، ربما يدرك الجمهور الرياضي أن الفريق القوي لا يظهر إلا في الوقت المناسب، وهنا لا تبنى قاعدة الأفضل إلا في الأدوار الحاسمة كدور الثمانية وما قبل النهائي، وخير مثال لما جرى لإسبانيا أمام فرنسا عندما كانت الترشيحات تصب في صالح الأسبان ولكن كلمة الحسم قالها زيدان ورفاقه في النهاية.
ويعتبر لقاء الأرجنتين وألمانيا في دور الثمانية نهائيا مبكرا وقد يعتقد البعض أن المباراة سيكون الفوز فيها قريباً من الألمان على اعتبار الانتصارات المتتالية التي حققتها في المباريات الأربع التي خاضتها وتقدم مستوى مهاجميها وما يؤكد ذلك التفاؤل الكبير الذي يسود ألمانيا والفريق واللاعبين جميعاً... وإذا سلمنا بكل ذلك ألا يدرك الألمان ان الأرجنتين لن يكون مستواها مثل السويد مثلاً؟
لنرجع إلى التاريخ ربما يكون سنداً أقوى لبعض ما ذكرناه سلفاً... لقد فازت الأرجنتين على ألمانيا في مونديال في المكسيك ,,. ألم تكن الأرجنتين هي الأقوى وأفضل فريق بوجود مارادونا؟ ألم تكن الأرجنتين متقدمة بهدفين؟ فلماذا تعادل الألمان ولم يحسم الأمر إلا في آخر خمس دقائق فقط؟
أما نهائي بإيطاليا فتكرر المشهد نفسه ولكن هذه المرة لصالح ألمانيا... كانت قوية جداً ولم تفز إلا بركلة جزاء مشكوك في صحتها احتسبها الحكم المكسيكي.
واليوم يتكرر المشهد ولكن مع اختلاف ظروف كثيرة، إن الثقة الألمانية موجودة ولكن ربما تقلب الأرجنتين الطاولة وخصوصاً أنهم معروفون بمفاجآتهم المونديالية.... إذا تخطت الماكينات الألمانية راقصي التانغو فهناك مسلسل آخر أكثر صعوبة... وما يدريك أن سيناريو قد يتكرر بين الألمان والبرازيل... كل شيء متوقع حدوثه في عالم المستديرة المليئة بالمفاجآت.
والسؤال الأهم: ماذا عن فرق إيطاليا، فرنسا، إنجلترا، البرتغال، أوكرانيا؟... هل تقول كلمتها... للإجابة هم أدرى بذلك.
جعفر طوق
العدد 1392 - الأربعاء 28 يونيو 2006م الموافق 01 جمادى الآخرة 1427هـ