رسم الدور ربع النهائي من مونديال خريطة القوى الكبرى في كرة القدم العالمية بوجود منتخبات البرازيل وألمانيا والأرجنتين وانجلترا وايطاليا وفرنسا، التي أحرزت من الألقاب الـ السابقة حتى الآن.
وفازت الاوروغواي بلقبين في كأس العالم عامي و لكنها لم تتأهل للنهائيات الحالية.
ولم تخالف المنتخبات الستة المذكورة الترشيحات بل كان تأهلها إلى ربع النهائي منطقيا مقارنة مع انجازاتها السابقة والمخزون الهائل من اللاعبين في صفوف كل منها، وذلك بغض النظر عن عروضها في الدورين الأول والثاني حتى الآن.
وقد انضم إليها منتخبا البرتغال وصيف بطل أوروبا وأوكرانيا، الأول كان مقنعا جدا واستحق التأهل لدور الثمانية لأنه قدم مستويات جيدة، ولا يعتبر تأهله بالتالي مفاجئا، خلافا للثاني الذي يعتمد على اللياقة البدنية للاعبيه التي ساعدته في اجتياز المحطتين الأوليين بعد بداية أشبه بالكارثة بخسارته أمام اسبانيا صفر/.
وفي مقارنة بربع نهائي مونديال كوريا الجنوبية واليابان العام والذي تميز بـ «عولمة» كرة القدم بعد نتائج لافتة لمنتخبات من الصف الثاني على مرشحين للعب ادوار رئيسية حين بلغت كوريا الجنوبية والسنغال وتركيا والولايات المتحدة هذا الدور، بينما كانت خرجت فرنسا بطلة والأرجنتين بطلة عامي و من الدور الأول، وايطاليا الفائزة باللقب ثلاث مرات من الثاني.
أما في مونديال فيغيب أي ممثل للقارتين الإفريقية والآسيوية عن دور الثمانية، حتى إن منتخبات آسيا الأربعة وهي السعودية وإيران وكوريا الجنوبية واليابان كانت ودعت من الدور الأول، بينما بلغ منتخب إفريقي واحد هو منتخب غانا الدور الثاني قبل أن يخسر أمس الأول (الثلثاء) أمام البرازيل حاملة اللقب صفر/.
كما ان منتخبات أميركا منطقة الكونكاكاف تفتقد أي حضور لها بعد خروج المكسيك أمام الأرجنتين في الدور الثاني.
وكان يمكن الحديث عن منتخب آسيوي في حلبة المنافسة في حال تأهل استراليا لكنها خسرت بصعوبة بالغة أمام ايطاليا بهدف في الوقت بدل الضائع سجله فرانشيسكو توتي من ركلة جزاء في الدور الثاني.
يذكر ان استراليا ستبدأ بخوض التصفيات المؤهلة للمونديال المقبل في جنوب إفريقيا العام ضمن القارة الآسيوية بعد حصولها على موافقة الاتحادين الدولي والقاري.
وقد أثرت فترة الراحة للاعبين الدوليين التي فرضها الاتحاد الدولي قبل المونديال الحالي على نتائج المنتخبات الكبيرة خلافا لما حصل في مونديال حين عانى الكثير منهم من الإصابة والإرهاق، فانعكس ذلك على أداء منتخباتهم التي خرجت من دائرة المنافسة باكرا.
تفاوت في الأداء
يتفاوت أداء المنتخبات المتأهلة لربع النهائي في الدورين الأول والثاني، وأربعة منها هي ألمانيا والأرجنتين والبرازيل والبرتغال التي حققت أربعة انتصارات حتى الآن، بينما عانت فرنسا وايطاليا في الدور الأول، وكانت انجلترا أفضل حالا، أما أوكرانيا فتسير في حسابات مختلفة لكن لا يمكن تجاهلها بعد انضمت إلى السبعة الكبار.
المنتخب الألماني فرض إيقاعه على منافسيه حتى الآن، فعلى رغم الخلل الدفاعي في مباراته الأولى أمام كوستاريكا نجح في الفوز ثم تغلب على بولندا صفر والإكوادور صفر، قبل أن يتخطى السويد بهدفين نظيفين في الدور الثاني.
وقدم أصحاب الأرض أداء متوازنا حتى الآن واظهروا ميلا كبيرا إلى الهجوم والضغط على المنتخب المنافس، وستكون مواجهتهم مع الأرجنتين الاختبار الأهم لهم لتأكيد أحقيتهم بإحراز اللقب متسلحين بعاملي الأرض والجمهور الذي يزحف قبل ساعات إلى الملاعب ويملأ الساحات الخارجية أيضا.
لكن المنتخب الأرجنتيني كان الأكثر إقناعا وإمتاعا حتى الآن وصعد إلى قمة الترشيحات لإحراز اللقب الثالث في تاريخه بعد ان قدم عروضا رائعة كشف خلالها لاعبوه عن مهاراتهم الفنية العالية، إن كانوا أساسيين أو احتياطيين، وستكون ساعة الحقيقة أيضا في مواجهة ألمانيا في ربع النهائي لتأكيد هذه الترشيحات.
حقق المنتخب البرازيلي صاحب الرقم القياسي بعدد الألقاب () أربعة انتصارات حتى الآن من دون أن يقدم أسلوبه المعهود باستثناء المباراة الثالثة في الدور الأول أمام اليابان التي انتهت بفوزه .
ولكن مدرب البرازيل الخبير كارلوس البرتو باريرا ليس قلقا تماما من هذه النقطة معتبرا ان التاريخ لا يذكر المباريات الجميلة بل يتكلم فقط عن الأبطال، من دون إغفال الأخطاء التي يقع فيها المنتخب وخصوصا بتسرعه في تمرير الكرة.
ولم يعد الوقت يسمح بأي أخطاء للبرازيليين لان المواجهة المقبلة ستكون مع فرنسا التي صدمتهم بثلاثية نظيفة في نهائي مونديال على أرضها، لكن هدافهم رونالدو استعاد ثقته بنفسه وسجل ثلاثة أهداف حتى الآن فانفرد بالرقم القياسي لعدد الأهداف المسجلة في نهائيات كأس العالم ( هدفا) والذي كان يحمله الألماني غيرد ميلر منذ العام برصيد هدفا. ولا يختلف وضع المنتخب الفرنسي كثيرا لأنه تأهل للدور الثاني بصعوبة في مجموعته اعتقد البعض بأنها سهلة إلى جانب سويسرا وتوغو وكوريا الجنوبية فانتظر حتى الجولة الأخيرة ليحجز بطاقته بفوزه على توغو، قبل المواجهة المنتظرة مع اسبانيا التي فرضت من خلال ما قدمته في الدور الأول نفسها مرشحة بارزة للقب، لكن الديك الفرنسي صاح أخيرا بفوزه مقدما أفضل عروضه في البطولة حتى الآن.
ايطاليا وانجلترا لم تقدما ما يعكس مستوى لاعبيهما الذين ينتشرون في ابرز الأندية الايطالية والانجليزية، وعلى رغم حالات الإصابات والطرد التي واجهت كلا منهما، فإن أداءهما الفني لم يكن مقنعا. البرتغال انضمت إلى قائمة المرشحين بقوة بعد اللمسات السحرية للاعبيها وفي مقدمتهم المخضرم لويس فيغو ما يخولهم الذهاب إلى ابعد من ذلك في هذه البطولة، لكن الصورة غير واضحة تماما بالنسبة إلى الأوكراني أندري شفتشنكو ورفاقه على رغم وجودهم بين الكبار في ربع النهائي
العدد 1392 - الأربعاء 28 يونيو 2006م الموافق 01 جمادى الآخرة 1427هـ