في حمى كأس العالم، ونحن متسمرون أمام شاشاتنا نشاهد الأهداف والهتاف والمباريات والتحليلات، هجرنا القنوات الغنائية إلى الرياضية، ودربنا آذاننا على الصراخ بدلا من الغناء. لكن ما يلفت انتباهي هو الفواصل الغنائية الرياضية التي قام بها نخبة من نجوم الفن في السعودية، وهم يحشدون طاقاتهم وأصواتهم وقدراتهم وشعبيتهم لصالح «الأخضر السعودي»، وهو يخوض غمار المونديال في ألمانيا. فها نحن نسمع ونرى «فنان العرب» محمد عبده ورابح صقر وراشد الفارس، وسارة، وغيرهم من الأصوات الرائعة التي تدعم مسيرة المنتخب السعودي.
كنت أتمنى أن يبادر نجوم الطرب التونسي، ويأتي في مقدمتهم لطيفة وصابر الرباعي، لتقديم بعض الأغاني المحفزة لمنتخبهم التونسي الرائع، ولعل ذلك كان ليفتح أبواب النجاح لهم بعد توفيق الله طبعاً.
هذا الاقتران الممتع بين الفن والرياضة ليس بالغريب أو بالنادر، فقد وقف الفن إلى جانب الرياضة كثيراً، ودعم المجال الرياضي في كثير من الدورات والبطولات، بالأغاني والأوبريتات الضخمة، مناصرا ومؤازرا للكرة ولعالم الرياضة.
حشد من الأغاني الحماسية التي شجعت «الأخضر»، ولكن في النهاية لم يستطع المنتخب السعودي (وللأسف) أن يهدي من شجعوه فوزا، كما لم يفعل نظيره التونسي. لمن سنوجه اللوم في هذه الخسارة للفنانين الذي حمسوا المنتخب السعودي حتى بدا لم يتابع هذه الأغاني أنه أوشك على لمس الكأس، أم للاعبين الذين ربما تجاهلوا «الصوت الشادي»، الذي خصص صيفه وإجازته لتشجيعهم فقط؟!
أخيراً، أرجو ألا يسألني أحد عن أي مطرب أو أغنية الآن، لأنني أراقب ردود فعل مشجعي المنتخب البرازيلي، الذين وبالنسبة لهم طبعاً، هدف من قدم «رونالدو» يعد أكثر إثارة من ألبومات المطربين العرب كلهم
إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"العدد 1392 - الأربعاء 28 يونيو 2006م الموافق 01 جمادى الآخرة 1427هـ