الخبر الذي طرحته قناة «روتانا» في أخبارها، وتناقلته معظم الصحف الخليجية، يقول: قررت الأكاديمية الدولية للمعلوماتية أن تمنح الفنانة أحلام شهادة دكتوراه فخرية تقديرية تكريما لجهودها التربوية والثقافية. وهذه الأكاديمية هي منظمة علمية اجتماعية غير حكومية، تابعة للأمم المتحدة، ومقرها جنيف، موسكو، ونيويورك. وكانت قد توجهت إلى الفنانة أحلام بدعوة للمشاركة في المؤتمر العالمي الذي يستضيف قادة اليونسكو، ومنظمات دولية. ومن المتوقع أن تقدم أحلام في الحفل فقرة فنية تتحدث عن السلام والحب والتعاون بين شعوب العالم.

الخبر نزل كالصفعة المدوية على وجه كل مثقف وكل تربوي، إذ فجر الخبر صرخة في أهداف تلك المؤسسات والجمعيات والمنظمات التي لا نستطيع ان نتعرف على توجهاتها. وهذا الخبر يجعلنا نطرح على أنفسنا سؤالاً هو هل نشر الثقافة والعلوم، هو دور فعلي تتصدى له مثل تلك المنظمة؟! فتكريمها لأحلام (مع احترامي لها شخصيا ولأغانيها) تؤكد أن المنظمة لا تسعى إلى لنشر أهدافها المعلنة، فهي بالتأكيد تجهل ما تعنيه الثقافة، وما تعنيه التربية.

إن ما تقوم به تلك المنظمات المانحة للأوسمة والشهادات والألقاب هو تدمير للثقافة والقضاء على مفهوم التميز والعبث بمفهوم الريادة، والأدوار الحقيقية للأدوار. كما أنها تستهين بالمثقفين وأصحاب الفكر والرسالات الجادة والحقيقية.

أين هي «الثقافة» التي قدمتها أحلام في أغانيها، ألم يكن من الأجدر بها أن ترفض هذه «الدكتوراه» لتضيف لنفسها بهذه الشهادة أكثر ما سلبتها أياه