لم نخسر شيئاً في حقيقة الأمر بعد أن أصدر وزير الإعلام قراره بإغلاق إذاعة «صوت الغد»، فبعيداً عن المخالفات التي قيل إنها ارتكبت من قبل الإذاعة ومؤسسيها، وبعيداً عن المشكلات القانونية والإدارية التي ووجهت بها الإذاعة، بعيداً عن هذا كله، لم نخسر إلا قناة إذاعية غنائية أخرى، شبيهة بعشرات القنوات التي يمكن أن يلتقطها الجهاز الإذاعي.

لا يمكن لأحد أن ينكر ضعف محتوى «صوت الغد» وركاكتها، وبعدها عن المحلية. فهذه الإذاعة لم تقم بتقديم أي جديد، بعد أن توسمنا خيراً بافتتاح أول قناة إذاعية خاصة في البحرين. فقد كانت هذه القناة عبئاً أكثر منها تطويراً.

النقاشات دائرة حالياً عن صلاحية إصدار التراخيص للمؤسسات الإعلامية الخاصة، ومتى يمنح الترخيص في ظل غياب قانون محدد ينظم هذه العملية. وعلى رغم أهمية هذه النقاشات، وأهمية إصدار قنوات إعلامية إذاعية أو تلفزيونية خاصة في البحرين، والذي يساهم بالضرورة في تطوير الأداء الإعلامي للمؤسسات الجديدة، والمؤسسات الحكومية القائمة أصلاً على حد سواء. فإننا لا نحتاج إلى إنشاء قناة إذاعية أو تلفزيونية خاصة فارغة المحتوى على غرار «صوت الغد». فلسنا بحاجة لهذا النوع من المؤسسات الإعلامية التي ستحسب على الإعلام البحريني، وهو منها براء. ما نحن بحاجته فعلاً هو قنوات إعلامية مسئولة تقدم الجديد، وإلا فلنبق على قنواتنا الحكومية أفضل