في البيت، في العمل، في الشارع، وحتى في المستشفيات وخصوصا في وحدات القلب، وضغط الدم، وفي كل حيز يشغله مواطن، يدور هذه الأيام حديث لا ينتهي عن تصفير ديون المواطنين ما ظهر منها وما بطن! وعندما تستمع لهذا الحديث المخملي تجده غنيا بكل المعلومات المنسوجة من خيوط الخيال الواسع، إلا معلومة واحدة وهي حقيقة المصدر المعتمد الذي روج هذه الإشاعة للناس الغارقين في بحور الديون والقروض التي لا تنتهي، إلا بانتهاء العمر، وحسنا تفعل المصارف والبنوك عندما تؤمن على المقترضين، حتى ترتفع ديونهم بارتفاع نعوشهم على الأكتاف!
قديماً وقبل أربعة عشر قرنا من الزمان قال سيد الحكماء الإمام علي (ع): «لا ألم إلا ألم العين ولا هم إلا هم الدين» والمختلط بالناس يجد حقيقة هذا القول، فأي هم يمكن له أن يتصدر هموم البشر، كهم الدين، ويزداد هذا القول وضوحا وتمثلا عند نهاية كل شهر، فالبؤساء «سيماهم في وجوههم» وإن حسبتهم من التعفف أغنياء !
تصفير الديون، حلم يتسلى به عشرات الآلاف من الذين تحاصر رقابهم حبائل الديون، وتدمر حياتهم طوافين القروض، فهل سيستيقظ الناس في البحرين، يوما وعلى أعتاب أبوابهم المتهالكة من الفقر رسائل من المصارف والبنوك، تشعرهم بإسقاط ديونهم ؟ وخصوصا أن كل المدانين في البحرين أصحاب حق، لأنه «ما جاع فقير إلا بما متع به غني»
إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"العدد 1390 - الإثنين 26 يونيو 2006م الموافق 29 جمادى الأولى 1427هـ