شهدنا في الآونة الأخيرة نقلة نوعية في مستوى البرامج المقدمة من هيئة الإذاعة والتلفزيون، فقد اتسمت بالتجدد وروح التغيير بعد أن سادتها الأساليب التقليدية التي اعتدنا عليها طوال السنوات الماضية، وطبعاً فإن لهذه النقلة أثرها الايجابي على نفوس المشاهدين فبعد انقطاعهم عن تلفزيون العائلة العربية ها هي ثقتهم ترجع مجدداً ولو بشكل بسيط.

الجميل في الأمر أن هذا التغيير جاء بتوجهات إدارية تعي أهمية إشراك الطاقات الشبابية في خلق الإبداع في مجال الإنتاج التلفزيوني، فقد أتيحت للكوادر الشبابية الفرصة للتميز وإظهار كل ما يمتلكونه من مهارات وقدرات، إذ كان للمسات الشبابية سواء في الكتابة والإعداد أو التقديم أو الإخراج أو حتى في الجوانب الفنية الأخرى دور بارز في النجاح الذي تحقق خلال الأشهر الماضية.

كما أن التوجه نحو إعطاء الفرصة لمؤسسات الإنتاج الفنية الخاصة هو خطوة غاية في الأهمية، وذلك من اجل تنويع أساليب العمل الإعلامي بحيث لا يغلب على البرامج الإعلامية اللون الواحد بل تتعدد الألوان من خلال حرص كل مؤسسة على التميز عن غيرها من مؤسسات بتقديم البرامج ذات الجودة العالية من حيث التقنية والجوانب الفنية الأخرى والأهم من ذلك الفكرة نفسها.

وطبعاً فإن ذلك سيساهم وبشكل كبير في إتاحة الفرص لجميع المؤسسات وخصوصاً تلك التي يقودها الشباب، ما سيساهم في انتعاش الحركة الإعلامية بالاعتماد على طاقات الشباب وخبرات الكبار، وخصوصاً عندما تأتي المبادرات المكملة لهذا التغيير والتي سمعنا عنها إذ ستخصص ساعات لبث البرامج الشبابية على القناة الرياضية التابعة للهيئة. كل ذلك سيكون له الدور الكبير في إنعاش إعلامنا بروح شبابية متجددة.

نتمنى أن تتواصل تلك المبادرات في الجهات الحكومية والقطاعات الخاصة في جميع المجالات، ويمنح الشباب دورهم الفعلي في عمليات التغيير نحو الأفضل والمتميز دائما