مقترح وزير العمل مجيد العلوي بوقف العمل وقت الظهيرة وتحديداً في الفترة المنحصرة بين الساعة الثانية عشرة ظهراً حتى الرابعة مساءً، مقترح حكيم وينم عن وعي وتفهم لبيئة وظروف العمل على أرض المملكة التي تشتعل في أشهر الصيف الحارقة، والتي لن يستطيع أي من رافضي المقترح من رجال الأعمال الوقوف ولو لدقائق تحت أشعة الشمس العمودية الملتهبة.

نعم، أتفهم موقف التجار من ناحية الربحية وحسابات الربح والخسارة الخارجة عن أية حسابات إنسانية، وأتعجب منه في الوقت ذاته، وخصوصاً أنه ابتعد عن تفهم الأوضاع الإنسانية لهذه الفئة الكادحة والعاملة والتي تسعى وراء لقمة عيشها تحت أي ظرف. والعمال بشر كما هم التجار وأصحاب الأعمال، لهم حقوق وعليهم واجبات، ومن حقوقهم توفير البيئة المناسبة للعمل وحمايتهم من أي أخطار قد يتعرضون لها أثناء تأدية أعمالهم، ومن واجباتهم تحسين جودة الإنتاجية ورفعها والعمل على زيادة ربحية المؤسسة التي ينطوون تحتها.

إن تفهم التجارة لظروف عمل العمال سيؤدي إلى احترام هذه الطبقة لهم ومن ثم الإخلاص للمؤسسة التي تقدر جهودهم وتعمل على حمايتهم، أما لو حدث العكس بعدم اهتمام التجار بالعمال واحتياجاتهم، فإن العمال أيضاً لن يهتموا بالمؤسسة وجودة إنتاجها وربحيتها، وبالتالي فكلا الطرفين سيخسران. في النهاية، حسابات العلوي صحيحة وحسابات التجار الربحية خاطئة، إذ لا تقاس لغة الأرقام فقط بالأمور المادية وإنما المعنوية والإنسانية أيضاً