من المتوقع أن تنطلق عصر اليوم فعاليات المهرجان الثالث للصناديق الخيرية، في منطقة البلاد القديم، بمشاركة صندوقاً من مختلف مناطق البحرين، ويستمر حتى الثلاثين من هذا الشهر. ويقام مهرجان هذا العام تحت شعار: «ثمار الخير لصناديق الخير»، ويشتمل على زوايا للبيع وطبق خير وألعاب ترفيهية للأطفال وزاوية للتراث وأخرى لإبداعات الفتيات لإبراز مواهبهن في مجال الرسم والتجويد والشعر.
وعلى هامش «المهرجان الزينبي الثالث»، ستنظم مسابقة شعرية عامة تُحَكّم فيها لجنةٌ من اختصاصيي اللغة العربية. كما أُعِدَت عروضٌ مسرحيةٌ اجتماعيةٌ فكاهيةٌ هادفةٌ في ليالي المهرجان، الذي يستضيفه صندوق البلاد القديم، بعد أن رعاه صندوق سار الخيري العامين السابقين، ويهدف إلى تنمية موارد الصناديق وبث روح المحبة والتعاون بين أبناء مختلف المناطق.
المهرجان تم الإعداد له منذ مطلع يناير /كانون الثاني، إذ كانت تعقد اجتماعات إدارية لتنظيمه، وتكثفت الاجتماعات منذ أبريل/ نيسان الماضي، وكان يحضرها عددٌ من الإداريين بالإضافة إلى اللجان المعنية من الجنسين. وهناك لجنةٌ تنظيميةٌ من النساء تجتمع أسبوعياً، يحضرها أكثر من ثلاثين سيدة من المتطوعات. وفي المهرجان سيتم تكريم المتميزين في مجال العمل التطوعي الخيري.
المنظمون، قدّموا طلبهم بحسب القانون إلى وزارة التنمية الاجتماعية، وصدرت الموافقة النهائية يوم /، وتم توزيع آلاف كتيب، مع دعوة نواب وممثلي مجالس بلدية ومحافظين وشخصيات في المجتمع... إضافةً إلى الجمهور.
قبل يومٍ واحدٍ من انطلاق المهرجان، أرادت البيروقراطية التي شاخت في وزارة التربية والتعليم، أن تثبت وجودها بطريقةٍ مثيرةٍ للتقزز، عبر نسف كل تلك الجهود الأهلية التطوعية، إذ طلب أحد الوكلاء المساعدين ظهر أمس من المنظمين أن يُحضِروا رسالة «تعهد» من وزارة التنمية معنونةً باسمه شخصياً، تضمَنُ فيها التنمية أن تسلّم المدرسة كما هي! وهو ما رفضته وزارة التنمية، باعتباره طلباً غير قانوني، والضمان إنما تقدّمه الجهة المنظمة نفسها. وأمام إصراره، انتقل الموضوع إلى مكتب وزير التربية والتعليم، فقابل المنظمون سكرتير الوزير الذي تفهّم الموضوع وسعى إلى حله ودياً، إلا أن الوكيل المساعد أصرّ على طلبه التعجيزي الذي رفضته «التنمية» والصناديق معاً. والأدهى أنه رفض لقاء مندوب الصناديق الخيرية، وفي الأخير تنازل سماحته وقال بالحرف الواحد: «ما راح أسمح لك بالجلوس أكثر من دقيقتين». المندوب شكره على جميل الضيافة، وقال باختصار: «اعلم أن هذه التعقيدات موجهة ضد عمل خيري لفقراء البحرين... فما الذي يمنعك من المساهمة في إنجاحه؟».
كلنا نعلم أن الجهة المنظمة هي المسئولة عن ضمان سلامة المنشآت ونظافتها، وقد قامت الجهة المنظمة بدفع مبلغ دينار، للتأمين على سلامة المدرسة، كما تعاقدت رسمياً مع شركة تنظيفات خاصة لمدة خمسة أيام، لتولي تنظيف المدرسة يومياً، إضافةً إلى تعيين خمسين فرداً من الكشافة للمحافظة على النظام والترتيب. كل ذلك، بالوثائق، لم يقنع الوكيل المساعد لتغيير شرطه التعجيزي الذي سينسف جهود ستة أشهر لمئات العاملين المتطوعين.
المهرجان ربما يُؤجل لكنه لن يُلغى إطلاقاً، والفضل لهذه البيروقرواطية الشائخة، التي تُعامل الناس بفوقيةٍ وعنترة، والصناديق تنتظر أن يقول وزير التربية والتعليم ماجد النعيمي كلمته في معالجة مثل هذه الأمراض البيروقراطية المستحكمة... اليوم مع انطلاقة المهرجان، وفي المستقبل أيضاً، خدمة للعمل الخيري التطوعي الأهلي الذي يتفذلك في معارضته الكثير من المترفين البيروقراطيين
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 1389 - الأحد 25 يونيو 2006م الموافق 28 جمادى الأولى 1427هـ