العدد 1389 - الأحد 25 يونيو 2006م الموافق 28 جمادى الأولى 1427هـ

2 - القراءة

الانترنت في الولايات المتحدة

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

عرضنا في الحلقة الأولى الأرقام التي زخر بها ذلك التقرير الغني بالمعلومات التي تجمعها سنويا شركة هارس إنترأكتف، كي تراقب ومؤسسات أخرى تهمها السوق الأميركية تطور تلك السوق نظرا إلى كبر حجمها أولا، ولريادتها في مجال صناعة وتسويق الانترنت ثانيا، وللاستفادة منها كمؤشرات لأسواق أخرى ثالثا وليس أخيرا.

وقد ذيلت مؤسسة هارس إنترأكتف تلك الأرقام التي أوردتها في جداول تفصيلية تناولت التقسيمات التي تمحور حولها التقرير، بملاحظات قيمة تتناول منهجية البحث وبعض الثغرات، التي لابد من أن تعتري أية عملية مسح، بغض النظر عن معايير الدقة التي تتقيد بها.

وتشير هاريس أنتر أكتف في هذا الصدد إلى نماذج من تلك الثغرات، مثل العينة التي شملها المسح والتي قد لا تعبر بالدقة المطلوبة عن المجتمع الأميركي ككل. كما تلفت المؤسسة النظر أيضا إلى نسب طفيفة من الأخطاء الناجمة عن سوء فهم لبعض الأسئلة، مصدره صعوبات لغوية لكون اللغة الإنجليزية هي اللغة المستخدمة أو من جراء تباين الفهم في مدلولات المفردات المستخدمة في المسح ذاته، ذلك لأن جزءا من أسئلة المسح قد تمت الإجابة عليها عبر المكالمات الهاتفية.

على رغم كل ذلك يمكن للمرء أن يقوم بقراءة سريعة لتلك الأرقام كي يستخلص منها ما يأتي: أول ما يمكن استخلاصه من ذلك المسح هو نجاح الانترنت في دحض كل الطروحات التي كانت تقال بشأنها وتصورها على أنها أداة تخاطب الجيل الشاب فقط، فها هي، وحسب نتائج المسح تخترق صفوف من شارف على السبعين من العمر. بل أنه تزداد تغلغلا في صفوفهم بمرور الوقت. وهذا التزايد منطقي لأنه يغرف من الجيل الذي قبله، وهو جيل بدأ يعتاد على استخدام الانترنت ولمس فوائدها. بعد ذلك نجد أن المسح قد عكس بجلاء صورة صادقة لما هو عليه واقع المجتمع الأميركي. فنسبة انتشار الانترنت في صفوف الشباب لاتزال أعلى منها في صفوف المتقدمين في العمر، كذلك الأمر بالنسبة إلى الوضع الاجتماعي، فهي في صفوف الميسورين أعلى منها في صفوف ذوي الدخل المحدود أو المتدني. كذلك الأمر بالنسبة إلى التوزيع العرقي والجنسي، فحضور الأميركان السود على الانترنت لا يتجاوز في المئة من نسبة مستخدمي الإنترنت، وكذلك الأمر بالنسبة للهسبانك الذين يشكلون في المئة فقط من مستخدمي الانترنت. ويكرر الأمر عند رصد نسبة الجندر، فالمرأة الأميركية تحتل مساحة بين مستخدمي الانترنت تتناسب ونسبتها من المجتمع الأميركي كله. لكن الأهم من ذلك أن نسبة حضورها في المئة فاقت الحضور الذكوري. من الطبيعي أن تجد شركات الاتصالات وتلك التي تقدم خدمات ذات علاقة بالانترنت مادة دسمة في هذا التقرير لأنه سيساعدها كثيرا في تطوير خدماتها وفقا لقراءاتها له. كذلك الأمر بالنسبة إلى من يريد ممارسة التجارة الإلكترونية وعلى وجه الخصوص تلك التي تخاطب الأفراد (B2C)

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 1389 - الأحد 25 يونيو 2006م الموافق 28 جمادى الأولى 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً