العدد 1389 - الأحد 25 يونيو 2006م الموافق 28 جمادى الأولى 1427هـ

احتكار كأس العالم

جاسم حسين jasim.hussain [at] alwasatnews.com

كتب طاهر حمدي كنعان مقالاً في صحيفة «الحياة» بتاريخ يونيو/ حزيران الجاري يحمل العنوان: «كأس العالم سلعة عامة فلماذا سمح باحتكارها للخاصة». بدورنا نتفق مع كنعان، عضو مجلس الأمناء ومجلس الإدارة في المنظمة العربية لمكافحة الفساد. يصنف كنعان حق مشاهدة الناس في كل أنحاء العالم كالسلعة العامة مثل التعليم والأمن والخدمات الصحية. وعلى هذا الأساس يلاحظ أن الحكومات مسئولة في إنتاج السلع العامة. وحتى في حال التخصيص فإن المشهور بين الدول إنشاء هيئات للتنظيم والرقابة لضمان استمرار الجودة فضلاً عن تقديم الخدمات بأسعار تكون في متناول الجميع. وذهب الكاتب إلى حد اعتبار النشاط الرياضي ضمن السلع العامة لأن غايتها في نهاية المطاف «ارتقاء بالكفاءات والمهارات الرياضية وإشاعة ثقافة الرياضة وروح الفريق بين الشباب والمجتمع ككل». حسب محدثنا بأن مباريات كأس العالم «كانت منذ نشأتها عبر العقود والألفيات مصدر المتعة الشعبية للأغنياء والفقراء على السواء». السؤال الذي يطرح نفسه هو ماذا تغير في الآونة الأخيرة؟

جشع الفيفا

لا شك في أن الجهة المنظمة لمباريات كأس العالم وتحديداً «الفيفا» هي من ترغب في اكتساب المال الوفير من هذه المناسبة الرياضية العالمية. «فمنظمة الفيفا» هي من تبيع حقوق البث. يقال إن شركة راديو وتلفزيون العرب «أي آر تي» دفعت مليون دولار (أكثر من مليون دينار) للحصول على حقوق بث المباريات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وهناك اتهام آخر ضد «الفيفا» مفاده التركيز على إظهار الإعلانات المنتشرة بين أرضية الملاعب أثناء بث صور المباريات. وتشمل هذه (الرسائل التجارية) تلك التي لها علاقة بالأكل والشراب والسفر. لا شك في أن لكل شيء ثمنه.

كلام ضد الفقراء

نسبت وسائل الاعلام إلى أحد مسئولي الشركة العربية التي اشترت حقوق النشر في الشرق الأوسط و شمال إفريقيا بأن لعبة كرة القدم تمثل رفاهية وبالتالي هي ليست في متناول الطبقات الفقيرة. وزعم بأن المطلوب من الفقراء العمل على ضمان لقمة العيش بدل إضاعة الوقت في مشاهدة مباريات كرة القدم. نتمنى أن يتراجع هذا الشخص عن هذا الكلام غير المسئول والذي ينم عن عدم احترامه بمشاعر نسبة كبيرة من الناس في وطننا العربي الكبير. بل الصواب هو أن يتم فصل هذا المسئول عن الكلام غير المسئول الذي صدر عنه.

ويلاحظ في هذا الصدد ضعف أجهزة الرقابة عندنا في العالم العربي بخصوص مراقبة الأسعار. فالرسوم التي فرضتها شركة «أي آر تي» وصلت إلى حد دولار (أي ديناراً). بالمقابل أشار كنعان في مقاله إلى أن السلطات الإسرائيلية ألزمت الشركة الإسرائيلية التي فازت بعقد بث المباريات بأن تبيع الرخصة بسعر لا يزيد عن دولاراً (32 ديناراً). نتمنى أن تعود مباريات كأس العالم على ما كانت عليه في الماضي متعة لجميع الناس بغض النظر عن ظروفهم المادية. فمباريات كأس العالم من السلع العامة وليست الخاصة. لا شك في أن من حق «الفيفا» الحصول على أموال لتغطية نفقاتها لكن ليس على حساب الآخرين. أخيراً وليس آخراً، أنه لأمر مؤسف أن هيئة الإذاعة والتلفزيون في البحرين لم تتمكن من إبرام عقد مع شركة «أي آر تي» لبث المباريات على القناة الأرضية خدمة للمواطنين والمقيمين على حد سواء

إقرأ أيضا لـ "جاسم حسين"

العدد 1389 - الأحد 25 يونيو 2006م الموافق 28 جمادى الأولى 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً