اعتدنا كعرب مع كل اخفاق وخسارة في البطولات أن «ننبش» ملفاتنا الرياضية وننشرها على الغسيل وذلك بصورة أقرب إلى ردة الفعل لاننا أولاً وأخيراً عاطفيون.

هذه الصورة تكررت «مراً» ومراراً وآخرها ما حدث للمنتخبين السعودي والتونسي بعد خروجهما المبكر من الدور الاول في مونديال المانيا على رغم انها المشاركة الرابعة لكل منهما.

قبل مباراة السعودية واوكرانيا كان هناك تفاؤل سعودي كبير بالفوز على اوكرانيا متناسين كل المعطيات والفوارق الفنية، ولكن بعد الخسارة الصدمة بأربعة أهداف تغيرت بوصلة الكلام درجة وظهرت ملفات موقوتة مثل فارق الاحتراف والخبرة والنظام الرياضي العام بين كلا البلدين.

هذه الصورة ذكرتني بالصورة المؤلمة التي سبقت وأعقبت مباراة البحرين وترينيداد في الملحق المونديالي، وكيف تؤثر العاطفية على عقلياتنا ومقاييسنا للامور والمعطيات المختلفة بما فيها كرة القدم.

واذا كانت تلك احدى مهائبنا الرياضية فالمصيبة الاكبر هو عدم استفادتنا من تلك الدروس والعبر حتى عندما «ننبش» ملفاتنا التي سرعان ما تخمد مع مرور الوقت وتصدأ النفوس وندخل في أتون دورة أو بطولة جديدة وبالتالي تطير أوراق ملفاتنا هباء أو تحبس في الادراج.

وتأكيداً على ذلك ما قاله اللاعب السعودي السابق والاعلامي الحالي حمد الدبيخي أمس عبر قناة أم بي سي «بعد اخفاق السعودية في مونديال سمعنا وقرأنا الكثير عن جهود لاصلاح الاخطاء التي تعاني منها الكرة السعودية لتظهر بصورة أفضل في مونديال لكن الوضع لم يتغير وتكررت الصورة المتواضعة في ألمانيا، وها هنا نسمع اليوم أيضاً عن جهود كبيرة لاصلاح الاخطاء».

قلنا ومازلنا نقول ان كأس العالم «جامعة» يجب التعلم منها الكثير بدءاً من المسئول والاداري والمدرب واللاعب والاعلامي والجمهور والحكم والشاطر من يتعلم وينهل من دروسها الكثيرة ليس في نتائج مبارياتها فقط بل في جميع نواحيها لانها قد تصبح نموذجاً لبناء استراتيجية كروية سليمة... فهل من معتبر؟