نواصل اليوم الحديث عن لجنة التخطيط السيئ والقاتل لمعظم شوارع البحرين الرئيسية علهم يسمعون... والتكرار يعلم الشطار... ونبدأ من الأول، يعني من بَ بِ بُ... فأيام زمان، وفي الفترة من بداية خمسينات القرن الماضي إلى وسط ستيناته، كنا نسمي الفصول الدراسية الأولى أسماء تدل عليها... في السنة الأولى يدخل الطالب الذي يتمكن من مسك أذنه في الجهة المعاكسة من يده مروراً على رأسه إلى الروضة، ويسمى الصف التحضيري... ثم في السنة التي بعدها يرفع إلى الصف الأول ابتدائي، ويسمى بَ بِ بُ... ثم في السنة التي بعدها يرفع إلى الصف الثاني ابتدائي، ويسمى منزلٌ... ثم في السنة التي بعدها يرفع إلى الصف الثالث ابتدائي، ويسمى فاروق...
سنبدأ مع هذه اللجنة التي تصمم شوارع الموت لجميع مستخدمي الطرق في البحرين من البداية... والبداية من الصف الأول... يعني من بَ بِ بُ بطةٌ، تَ تِ تُ تفاحةٌ، ثَ ثِ ثُ ثعلبٌ... فإنه من أوائل الأشياء التي تدخل في تصميم أي شارع من شوارع البحرين هو التنظيم الفعال والاختصاصات المتنوعة والنظرة المستقبلية الجادة من جميع أعضاء لجنة الطرق والشوارع... وأعضاء هذه اللجنة عليهم أن يتحلوا بسعة الأفق والتفكير السليم... وليس حاضر طال عمرك، وهذا أحسن تصميم الله يسلم مقامك... لأن التصميم الناجح سيشكرون عليه، والفاشل سيؤدي لكثرة الوفيات...
على أعضاء هذه اللجنة أن يفكروا في الناس الذين سيستخدمون هذه الشوارع، وكيف يصلون إلى أهاليهم سالمين... عليهم أن يعرفوا أن الشوارع ليست فقط للسيارات، لأن في السيارات أنفس بشرية يجب المحافظة عليها... وكذلك خارج السيارات وعلى الشوارع (ولأي سبب طارئ) أنفس بشرية يجب المحافظة عليها... وخارج الشوارع بشر وأرواح يجب المحافظة عليها... وبعض الشوارع تكون على طرفيها منازل ومتاجر ومصالح، والناس يريدون قطع هذه الشوارع، لذلك يجب إيجاد الحلول السليمة الدائمة لإيصالهم بالسلامة إلى مرادهم وإرجاعهم منها...
لنبدأ من الأول ونقول إنه يوجد من ضمن اللجنة المسئول الأول عن المرور، وإدارة المرور دائماً ما تشتكي من كثرة عدد السيارات على الشوارع... طيب ما المانع في أن نسهل على الناس عملية استخدام وسائل أخرى تجعلهم يخففون من استخدام السيارات، مثلاً إنشاء جسور للمشاة يستخدمها من يسكن قريباً من المستشفيات والأسواق والمناطق التجارية، ومثلاً عمل طريق آمن للمشاة والدراجات الهوائية على أطراف الشوارع في المدينة الواحدة، ومثلاً إيجاد حلول لأمن ركاب السيارات التي تتعطل (لأي سبب من الأسباب) على الشوارع الرئيسية والسريعة في البلاد...
الملاحظ أن تصميم وتنفيذ الأرصفة التي تقع على أجناب الشوارع في البحرين لا تراعى فيها أبسط الحقوق البشرية... يعني بعض الشوارع تكون أجنابها تراب وصخر، فأين يسير الناس؟ وبعض الشوارع يكون على جنبيها رصيف عليه طابوق أحمر مركب بطريقة الموانع وكأنه حراب، فكيف يسير عليه الناس؟ وبعض الشوارع توجد على طرفيها قضبان حديد لا يوجد بعدها إلا منخفض خطير فكيف يهرب الناس من السيارات السريعة؟ إذا كنتم تريدون من الناس والشعب أن يقللوا من استخدام السيارات فأوجدوا لهم البدائل التي تيسر لهم الوصول إلى مبتغاهم سالمين... أما القول بأن الخطأ يقع على أية سيارة أو مركبة صدمت أو قتلت أي إنسان يمشي، لأن الأولوية في الشارع للمشاة، وأنتم لا تفكرون أصلاً لا في سلامة السيارة ولا في المشاة فهذا لا يصدق...
يعني الحين من يرى طريقة تصميم التقاطع الواقع مقابل معرض التويوتا هل من الممكن أن يصدق بأن من صممه ووافق على هذا التصميم وأمر بتنفيذه، هل يصدق بأن هؤلاء قد تعدوا مرحلة الـ بَ بِ بُ بطةٌ؟... أنا أريد كل شخص عاقل (العاقل فقط رجاءً) أن يذهب إلى هذا التقاطع ويرى المساكين القادمين من المنامة إلى جزيرة سترة أو المنعطفين إلى المنطقة الصناعية، ويرى القادمين من سترة ومتجهين إلى المنامة أو المنعطفين إلى اليسار... أريد من هذا الشخص أن ينتظر فقط خمس دقائق ليرى، ثم يخبرني إذا كانت لجنة الطرق تستحق الترفيع إلى صف منزلٌ..
إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"العدد 1388 - السبت 24 يونيو 2006م الموافق 27 جمادى الأولى 1427هـ