لم يكن من المفاجئ أن يوجه المستشار الأعلى لوزيرة الخارجية الأميركية كوندليزا رايس ومنسق السياسة الأميركية في العراق ديفيد ساترفيلد اتهامه لحزب الله بمشاركته في تواصل مسلسل أعمال العنف في العراق والتي لم تنته بإعلان مقتل الزرقاوي أو غيره من الإرهابيين الذين أوجدتهم أميركا وساهمت في تغذيتهم سنين طويلة.
فشماعة حزب الله ليست بجديدة على الإدارة الأميركية ومن يسير في فلكها ويسترضع من ثديها والتي دأبت دائماً في حال فشل سياستها في حل المشكلات التي تواجهها - والأصح التي تفتعلها - بإلقاء اللوم على الآخرين وخصوصاً من تعتبرهم أعداء سياستها اللدودين.
فصاحبنا هذا كان سفيراً لبلاده في لبنان بين العامين و، فلذلك ليس غريباً أن يبدي غيظه وحنقه على حزب الله والذي لم تفارق مخيلته صور العروض العسكرية التي يقوم بها الحزب في يوم القدس العالمي وغيرها من المناسبات، وما قرعت أذنه مما يسمعه عما يحظى به الحزب من شعبية واسعة لدى الشعب اللبناني بغالبية مكوناته وطوائفه.
فمستنقع العراق الذي علقت فيه أرجل العم سام لم يكن سوى نتيجة إقدامه على الولوج فيه، فكان حرياً بهذا السفير أن يوجه لومه إلى راسمي سياسة بلاده بالتوقف عن الاستمرار في خداع الشعب الأميركي والعالم، وأن يسعوا إلى تسليم العراق إلى أهله فهم أقدر على علاج جروحه التي ما برحت تنزف منذ عقود سببتها سياسة العم سام.
وأما صاحبنا الذي اعتاد على هذه اللغة من توزيع الاتهامات المجانية والعزف على هذه السيمفونية القديمة، فعليه أن يبحث في كتبنا التراثية التي يجدها في الأسواق مبعثرة وبأبخس الأثمان ويبحث بين صفحاتها القول المأثور «حدّث العاقل بما لا يليق فإن صدق فلا عقل له» ويتمعن فيه، ففي العالم مازالت هناك بقية عقل
إقرأ أيضا لـ "احمد شبيب"العدد 1388 - السبت 24 يونيو 2006م الموافق 27 جمادى الأولى 1427هـ