لا أعرف أي نوع من العروبة التي دخلت قلوب عشرات الآسيويين الذين نشرت «الوسط» إحدى رسائلهم التي يطلبون فيها الجنسية البحرينية، وكان أهم أسباب طلب الجنسية في تلك الرسائل هي أن البحرين «وطن العروبة والأمجاد»، لذلك اختاروها وطنا بديلا لموطنهم الأصلي الذي هو «ليس وطن العروبة والأمجاد»!

الغريب في تلك الرسائل التي كانت قيمة الواحدة منها فلس، لأن أصحابها غير قادرين على كتابتها ولا حتى قراءتها، الغريب فيها هو أنها كانت خالية من أهم اشتراطات الجنسية وهي مدة الإقامة في البحرين، ولا أعرف لماذا لم تتطرق وزارة الداخلية لهذا الأمر في ردها الذي أكدت فيه الطلبات، مكتفية بالقول: «إن طلب الحصول على الجنسية أمر مشروع»!

ما الذي يجعل عشرات الآسيويين الذين يعملون في الداخلية يتقدمون برسالة موحدة الصيغة، وفي وقت واحد لطلب الحصول على الجنسية وفي هذا التوقيت بالذات؟ وما الذي يجعل الرسائل خالية من أي معلومة تشير ولو من بعيد إلى تاريخ إقامة أصحابها في هذا البلد؟ كل هذه الأسئلة مع بالغ الأسف لم يكن في رد وزارة الداخلية إجابة عليها.

وأخيراً... فإن الجملة التي تستحق الإشادة في رسائل الآسيويين هي أن «البحرين وطن العروبة والأمجاد»، وهذه حقيقة لا يستطيع أحد طمسها ولكن السؤال الوجيه: هل ستستمر البحرين كذلك، إذا استمر الآسيويون في شراء هذه الرسائل