جدل جديد نشأ بين إيران والغرب بشأن موعد رد الجمهورية الإسلامية على الحوافز التي قدمت لها على شكل مقترحات من أجل إنهاء أزمة برنامجها النووي. ففي الوقت الذي وعد فيه الرئيس أحمدي نجاد بإعلان الرد في أغسطس/آب المقبل يصر جورج بوش على أن أمام طهران أسابيع فقط وليس شهوراً للإجابة. واتهم بعض الغربيين إيران بالمماطلة لكسب الوقت حتى تتقن تخصيب اليورانيوم.

صحيح لم يصدر عن طهران حتى الآن ما يشير إلى أنها ستتخلى عن التخصيب، لكن تلميحات المسئولين الإيرانيين توحي بأن بلادهم غير مستعدة للتفاوض سوى على نطاق التخصيب الذي تطلبه. وفي المقابل هناك احتمال قوي من أن يكون إحجام إيران عن تقديم رد عاجل على الحوافز ليس مرده إلى محاولة كسب الوقت بقدر ما هو علامة على مناقشات حقيقية تدور في أروقة صناع القرار بشأن كيفية الرد. فلماذا إذا لا يفترض الغرب أن تكون القيادة الإيرانية قد وجدت الحوافز مغرية للغاية خصوصا ما تتضمنه من وعود تدعمها الولايات المتحدة وتعتبرها إيران اعترافا بالدور الذي تسعى منذ أمد طويل للاضطلاع به في أمن المنطقة، الأمر الذي يشجعها على بحث العرض بجدية أكبر.

ومن الواضح أن هناك مناقشات على نطاق واسع في طهران، ربما تنشأ عنها خلافات بين معسكر المحافظين ومعسكر الإصلاحيين خصوصا أن قرار وقف التخصيب ليس بيد أحمدي نجاد وحده بل هناك برلمان منتخب صوت من قبل على قرار بهذا الشأن. علاوة على ذلك هناك تسريبات بأن المشاورات الإيرانية تشمل أعضاء في فريق التفاوض النووي السابق الذي تعرض لانتقادات من جانب المحافظين لإبرامه اتفاقا سابقا مع الترويكا الأوروبية بشأن تعليق التخصيب ولكنه انهار العام الماضي.

إن إيران تدرك أنها لا يمكنها رفض العرض كليا خصوصا وهو يحظى بمساندة روسيا والصين اللتين تعارضان فرض عقوبات عليها. لذلك من المتوقع أن تلجأ الجمهورية الإسلامية إلى تشغيل عدد قليل من أجهزة الطرد المركزي الخاصة بالتخصيب على نطاق ضيق وتوقف خططها الرامية للتخصيب على نطاق صناعي، وعندها ستكون الكرة في ملعب القوى العظمى إن كانت ستقبل بالحل الوسط أم لا