حين يضيق الخناق على اليائس، لا يملك إلا أن يشتم. (احتفظ بأربع رسائل وصلتني قبل أسابيع بعد صلاة الفجر مباشرة، طالت المذهب والأب والأم) حين يضيق الخناق عليه، لا يملك، الا أن يسفّه ويخوّن، فيما هو - على رغم معرفة الجميع بحقيقته - يرى نفسه المنقذ والمخلّص والمبشّر. شاهت طويّة صاحبه. فقط لاحظوا أن الذين حشدهم يوماً وألّبهم على رموز في الساحة في مجلسه المشبوه، انفضوا عنه طلبا للسلامة. حتى أقرب المقربين اليه لم يترددوا لحظة في فتح النار عليه بعد أن اكتشفوا المقلب وسوء النية.
بات على هذه الساحة أن تحدّد موقفها من هكذا عيّنات. عليها أن تمعن في عزلها مع تفاهاتها وأمراضها ومؤامراتها وعيونها التي لا يملؤها إلا التراب. على العقلاء في هذه الساحة - اذا أرادوا لأنفسهم ولها خيراً - أن يحكموا الطوق عليها، لأنها لا تقل خطورة ووباء عن الأمراض السارية، وعلى العقلاء أيضاً أن لا يترددوا في فضح ما ترمي إليه، ولهم في ذلك أجران.
يصلك صوته ... صوت ثملٌ حد الانطفاء... سبقَ الصوت رسائل بالجملة تفحّ حقدا وشتائم - أنزّه نفسي وقلمي عن ذكرها - تكشف عن حقيقة معدنه. فقط لأن قنبلة موقوتة حاول زرعها تشويهاً وإساءة وشتماً وتطاولاً على عدد من الرموز في الساحة، وهي رموز نحترمها ونقدرها ولم نذكرها إلا بالخير كل الخير، وإن اختلفنا معها في بعض الأمور التي لا تستدعي اطلاقا تخوينها أو التطاول عليها عدا عن التفكير في الاساءة اليها. لم يعد لذلك الصوت أي منفذ لترويج سمومه ونصوصه المهترئة والساذجة، ولن يقبل به إلا أراذل المنابر، والذين لا يخلون من لوثات عقلية تشبهه.
الزميل والكاتب الفاضل عبدالله حسن: تظل أكبر من محاولة استدراجك الى مساحة أنت في غنى عنها، ولقد أدّيت ما عليك، من دون أن تفقد اتزانك وحكمتك وقلمك الذي يحترمه كثيرون وأنا من بينهم. أنت أكبر من استدراج أحدهم الذي بات مكشوفا بنواياه التي بلغت روائحها دول الجوار. أعلم أنك واع ومدرك، لكن يحدث أحيانا أن تتغلب طيبة المرء على قدرته على الفحص والنظر والفرز، إذ كثيرا ما يأتيك الخطر من حيث المأمن، وستكشف لك الأيام أبعاد تلك المقولة.
قلناها وسنكررها مئات، بل آلاف المرات: بعض المحسوبين على الكتابة بحاجة الى تربية مكثفة... بحاجة الى دروس ربما تستغرق سنوات من حياتهم، كي يتخلصوا من طغيان لا مبرر له، وتورّم في النفس لا سند له، وتعالٍ «عالفاضي»، وعنصرية بغيضة تصنف الناس حسب انتماءاتهم الدينية والمذهبية والمناطقية. مثل أولئك إما أن يخضعوا الى دروس في التربية، ويعوضوا ما فاتهم من سوء تربية، أو على القانون أن يتعامل معهم كما يتعامل مع المجرمين والمنحرفين ومهددي الأمن والاستقرار.
ليس عيباً، وليست قاعدة لا يمكن كسرها، أن يبدأ الانسان في التأدّب ومحاولة ضبط سلوكه وأخلاقه، وإن تقدم به العمر.
محاولة توريط «الوسط» من خلال صفحتها «ريضان» في تصفية حسابات، لأن أحدهم خرج من مُولد - لم يحضره أساساً - بلا «حمّص» باتت مكشوفة، وخصوصاً اذا ما جاء التوريط ذاك مشفوعاً بحالات من التمييز البغيض الذي لم يعرفه شعب المملكة. لا أحد على رأسه ريشة، واذا كان الله جل في علاه لم يميّز بين خلقه، فبأي حق يعطي أحدهم لنفسه الحق في تصنيف الناس وتمييزهم تبعا لهواه ومصالحه ومزاجه المضطرب؟
إقرأ أيضا لـ "جعفر الجمري"العدد 1387 - الجمعة 23 يونيو 2006م الموافق 26 جمادى الأولى 1427هـ