المقترحات المقدمة من وزارة العمل والهادفة إلى تحسين ظروف العمل للعمالة الأجنبية تستحق كل الدعم والتأييد والثناء. باختصار ترغب الوزارة في إحالة قوانين جديدة إلى مجلس الوزراء تقضي بوقف العمل في الشركات الإنشائية في الفترة ما بين منتصف النهار والرابعة عصراً لغرض حماية العمال من حرارة الشمس والتي تشتد أثناء هذه الفترة.

بالإضافة إلى ذلك، ترغب وزارة العمل في الحصول على تأييد الحكومة لاستصدار قرار يلزم أصحاب الأعمال بتوفير حافلات مكيفة عند نقل العمال من سكنهم إلى أماكن عملهم.

خلافاً لما يقوله بعض أصحاب الأعمال لا نرى بالضرورة أن القرار سيكون له آثار سلبية كبيرة قد تشل من قدرات المؤسسات على المنافسة. فالقرار، إذا ما تم إقراره، سيلزم الشركات بتطبيقه أثناء فصل الصيف وبالتأكيد ليس على مدار السنة.

مصاريف التشغيل

لا شك في أن قرار الحافلات سيضيف إلى كلفة التشغيل لدى الشركات. يبقى أنه لا يعرف على وجه التحديد الكلفة الحقيقية )يتحدث بعض أصحاب الأعمال عن رقم يصل نحو مئة مليون دينار في حال اقتناء حافلات سعة راكباً على افتراض أن سعر الحافلة الواحدة يبلغ ألف دينار(. الغريب في الأمر هو لماذا قام أصحاب المقاولات بالاستفادة من حافلات غير مكيفة في بادئ الأمر وهم على علم بلهيب شمس البحرين في فصل الصيف الذي يطول أمده؟!.

ربما لا يختلف اثنان في أنه لمنظر بعيد عن مبادئ الإنسانية ونحن نعيش في القرن الحادي والعشرين أن نرى بأم أعيننا صوراً حية لنقل العمال الأجانب في سيارات مكشوفة تلسعهم أشعة الشمس. بل أن صور نقل العمال الأجانب في عربات غير مكيفة تبعث على الاشمئزاز وتعكس مدى انتشار الجشع لدى بعض تجارنا.

على العموم ليس من الإنسانية في شيء استغلال العمالة الأجنبية بحجة المحافظة على كلفة التشغيل. بل أن هذه الحجة ربما تكون غير واقعية وذلك في ضوء شح المعلومات المتوافرة عن الحسابات المالية التفصيلية لشركات المقاولات.

مبادئ العولمة

أقل ما يمكن أن يقال: إن خطط وزارة العمل تندرج في إطار تحسين ظروف العمل للعمالة بشكل عام وفي ذلك تنفيذ لمبادئ منظمة العمل الدولية وروح اتفاق التجارة الحرة مع الولايات المتحدة. المؤكد أن هذين المقترحين سيساهمان في رفع شأن مملكتنا في المنظمات الدولية.

حقيقة القول كيف لنا أن ندعي أننا دولة حضارية ونحترم مبادئ العولمة في الوقت الذي تسمح القوانين المطبقة في بلادنا بعدم احترام حقوق العمال بغض النظر عن جنسياتهم.

أننا نرى من الواقعي بمكان إلزام المقاولين بعدم مطالبة العمال العمل أثناء فترة الظهيرة حفاظاً على صحتهم. والحال نفسه ينطبق على مبدأ نقل العمال في حافلات مكيفة، إذ إن الأمر مرتبط بصحة وسلامة العمال. بل أن صحة العمال الأجانب من صحة المجتمع بأسره، إذ إن هؤلاء يتعاملون مع المجتمع البحريني بطريقة أو أخرى. يبقى أنه من الصواب إجراء مناقشة بين وزارة العمل و غرفة تجار وصناعة البحرين للوصول إلى توافق حول الساعات التي يجب عدم إلزام العمال الأجانب بالعمل فيها.

ختاماً نتمنى ألا تتراجع الوزارة عن مبدأ نقل العمال بواسطة حافلات مكيفة أثناء فصل الصيف. فالعمال الأجانب هم ضيوف البلاد وليس من قيمنا إساءة معاملة ضيوفنا