العدد 1386 - الخميس 22 يونيو 2006م الموافق 25 جمادى الأولى 1427هـ

«الإنجليزية»... ماذا فعلت بأبنائنا؟

فرح العوض farah.alawad [at] alwasatnews.com

حضرت خلال الفترة الأخيرة حفلات تخرج للكثير من المدارس الحكومية والخاصة، وكان حضوري في بعضها يمثل جزءاً من عملي، وتأسفت للحال التي وصل إليها أبناؤنا وإخواننا الصغار الذين يتلقون التعليم في المدارس الخاصة.

عندما دخلت إحدى قاعات حفلات التخرج اخترت الجلوس في الصف الأخير لأنني وددت ألا أرى أحداً وإنما أراقب عن بعد، مع أن الذين كانوا يجلسون بجانبي لم يكونوا غرباء انما كانوا من الخريجين وأولياء أمورهم.

رأيت في ذلك اليوم ما لم أر في أي مدرسة مسبقا من قبل طلبة وطالبات لا تتجاوز أعمارهم الـ ربيعاً، فرأيتهم كباراً يلبسون الملابس ويتصرفون التصرفات التي تجعلهم أكبر من أعمارهم الحقيقية بنحو سنوات، ورأيت شباباً وشابات أعتقد أن مستقبلهم انتهى على رغم انه لم يبدأ بعد! رأيتهم يلبسون لباساً ليس غريباً أو غربياً بقدر ما كان مخيفاً وجريئاً، والفتاة لا تجلس بجانب الفتاة بل بجانب الفتى، وإن جلست إلى جانب فتاة فإنهما لا تتوقفان عن الهمس والإشارة إلى الفتيان الشباب.

أبناؤنا لم يكونوا أبناءنا، فالملابس التي كانوا يرتدونها لم تكن ملابس إنما كانت قطع قماش وحسب، وتصرفاتهم لم تكن تصرفات بقدر ما كانت حركات أقرب إلى الاستعراض ليخدعوا بها الحضور ويقولوا إنهم تجاوزوا العشرين. ورأيت بعضهم يتصرف بكل جرأة تصل أحيانا إلى درجة قلة الأدب. وسألت: إذا كانت هذه تصرفاتهم أمام المئات من أولياء الأمور والشخصيات التي لم يعتادوا على رؤيتها داخل أسوار المدرسة، فماذا عن تصرفاتهم داخل المدرسة؟

في السابق كنا نقول لمن يأخذ أبناءه إلى إحدى المدارس الخاصة (wow) لأن الآباء في ذلك الوقت كانوا يفكرون في أن يتعلم أبناءهم اللغة الانجليزية لسبب بسيط جدا، هو أن الانجليزية التي تدرس في المدارس الحكومية ضعيفة، ولاتزال كذلك حتى اليوم، أما بعض آباء هذه الأيام فيأخذون أبناءهم إلى المدارس الخاصة لأسباب كثيرة، أحدها تعلم اللغة الانجليزية وليس أولها، والذي يؤكد ذلك هو التسيب الأخلاقي الذي وصل إليه الأبناء. هؤلاء الآباء الذين فاتهم ترسيخ المفاهيم الحقيقية والإسلامية في أبنائهم وخصوصاً لدى الفتيات، أتساءل أي ولي أمر هذا الذي يرى ابنته تتصرف بخفة وتلبس الملابس شبه العارية وهي لا تزال ابنة الـ ربيعاً؟

والسؤال لا يوجه إلى أولياء الأمور فقط، ولكن إلى وزارة التربية والتعليم، التي يبدأ اسمها بـ «التربية» وينتهي بالتعليم، أين هي عن متابعة ومراقبة ما يحدث في مدارسها الخاصة، والحكومية التي لا تخلو من الكثير من حالات الشذوذ والتصرفات غير الأخلاقية المنتشرة بين أبناء هذا الجيل؟

إقرأ أيضا لـ "فرح العوض"

العدد 1386 - الخميس 22 يونيو 2006م الموافق 25 جمادى الأولى 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً