للأسف مازال بعض العرب يتعاملون مع مقتل الزرقاوي وكأنه مصاب جلل أصاب الأمتين العربية والإسلامية وقضاياهما المصيرية، إذ راحوا يطلقون عليه صفات البطولة والتضحية والجهاد! وهو أمر يصيب الإنسان بالدهشة. أما الأمر الأكثر دهشة، فهو أن هذه «الفصيلة» نفسها كانت تقول لنا قبل مقتله إن الزرقاوي ليس حقيقة وإنه أكذوبة «هوليوودية» من صنع أميركا لإشعال الحرب الأهلية في العراق وتقسيمه! وإن الأميركان هم من كان يفجر السيارات المفخخة في الأسواق ووسط الناس، وهم وراء التوتر الأمني لتبرير بقائهم في العراق.
هكذا تغير الأمر بين ليلة وضحاها، من «كذبة أميركية» إلى «بطل» و«شهيد الأمة» الذي تقام له الأعراس في وضح النهار، وأمام شاشات التلفزيون! على هؤلاء أن يتراجعوا عن مواقفهم السابقة قبل فوات الأوان، وأن يعترفوا بالأمر الواقع والحقيقة المرة بعد أن تأكدت حقيقة «الأكذوبة». وعليهم أيضاً أن يعترفوا بأن قتل عشرات الآلاف من العراقيين ليس جهادا، وأن قتل الأطفال والنساء والطلبة والموظفين وعمال المخابز ليس جهاداً، وأن نحر رقاب زوار العتبات المقدسة ليس جهاداً، وأن خلق الفتنة الطائفية بين أبناء البلد الواحد وتدمير البلد ليس جهاداً.
أما من يصر على موقفه ويصر على تزييف الحقائق و«يفرح» بمآسي العراقيين لغاية في نفس يعقوب، فلا يعدو كونه شريكاً أساسياً في الجريمة
إقرأ أيضا لـ "فاضل البدري"العدد 1386 - الخميس 22 يونيو 2006م الموافق 25 جمادى الأولى 1427هـ