العدد 1386 - الخميس 22 يونيو 2006م الموافق 25 جمادى الأولى 1427هـ

هل يفعلها «سوار اليمن»؟

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

خرج الرئيس اليمني علي عبدالله صالح يوم الأربعاء بمفاجأةٍ كبرى، حين أعلن عزمه على عدم الترشح للانتخابات الرئاسية في سبتمبر/أيلول المقبل. واختار صالح تفجير قنبلته خلال مؤتمر للحزب الحاكم، بحضور أكثر من ستة آلاف مندوب. وقال: «كفى حكم عاماً، وأنا مطمئن إلى أن الخيار الديمقراطي هو الذي سيسود».

لو أجرِيت استطلاعاتٌ للرأي العام في كل العواصم العربية، لذهب في المئة من الجمهور العرب إلى عدم التصديق، لأنهم اعتادوا على ألاّ يجري تغييرٌ إلا على يد الملاك عزرائيل (ع)، فطوال التاريخ القديم والحديث لم يتخلّ رئيسٌ عربيٌ غير محمد سوار الذهب في السودان. حتى في اليمن هناك الكثير من الشك وعدم التصديق كما يبدو، مع إن عدة محافظات شهدت تحركات كبيرة، ناشدت فيها الجماهير الرئيس التراجع عن قراره. وتحكى الأخبار الواردة من صنعاء عن تقاطر وفودٍ أجنبيةٍ حكومية وبرلمانية ومدنية من بلدانٍ صديقة، سعت إلى حثه على البقاء «من أجل خدمة الصالح العام». كما أن لجنةً جديدةً شكّلها أخيراً «رجال المال والأعمال» سعت إلى لقائه من أجل «الضغط» عليه لإعادة الترشح للرئاسة. فرجال المال آخر من يتحرك، وإذا تشجّعوا وتحرّكوا فإنما للضغط على الرئيس من أجل البقاء في منصبه!

أحد أعضاء «الكتلة البرلمانية» للحزب الحاكم، قال إن هناك إجماعاً من أعضاء المؤتمر للتمسك بصالح، مع «بوادر أمل لاستجابته للضغوط الجماهيرية الشديدة والواسعة لمواصلته مشوار قيادة البلاد».

الوكالات نقلت الأربعاء أن صالح أصدر توجيهات مشددة لرئيس وزرائه بمنع التظاهرات والمسيرات التي تناشده العدول عن قراره، وسيحاور أعضاء المؤتمر لتوضيح دوافعه لعدم الترشح... و«سيحاول الدفاع عن وجهة نظره... لكن القرار الأخير سيكون طبعاً للمؤتمر»، فالشعب هو صاحب الكلمة الأخيرة في تعيين الرئيس، وهل يمكن لحاكم عربي أن يخالف رغبة شعبه العارمة في بقائه في الحكم؟!

صالح فجّر صباح أمس (الخميس) قنبلةً أخرى، بعد أن جدّد رفضه الترشح، قائلاً: «أنا لست سيارة تاكسي، يستأجرني حزب المؤتمر أو القوى السياسية الأخرى لصالحها لكي أقلها إلى الفنادق، فأنا أرعى مصالح الأمة التي وثقت بي منذ عاماً».

وعدّد إنجازاته «الديمقراطية» بقوله: «أنا لم أحبس ولم أعدم أحداً، ولم أستخدم القوة ضد أحد، وشعاري: من يستخدم القوة هو الجبان». لكنه استدرك بقوله انه في الانقلاب الذي قام به الناصريون في تم إعدام بموجب أحكام شرعية، وإنه قام بإلغاء بعضها. وأشار إلى طبقة «المتنفذين» الموجودين في كل بلد: «أنا لست مظلةً لأن يفسدوا على حساب سمعة علي عبدالله صالح وجهده وعرقه، وسهره ليل نهار على مصالح هذه الأمة لا على مصالحي».

من حق صالح إعلان رغبته رعاية «تجربة فريدة في الوطن العربي»، والتطلع إلى نموذج رائع في منطقتنا، والشعوب العربية تدعو له بالتوفيق بعد أن كفرت بإمكان تكرار «معجزة» سوار الذهب... فهل يفعلها «سوار اليمن»؟

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 1386 - الخميس 22 يونيو 2006م الموافق 25 جمادى الأولى 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً