العدد 1386 - الخميس 22 يونيو 2006م الموافق 25 جمادى الأولى 1427هـ

من أوراقي

يجوب الصمت أقصى جوانبي وأعكف على تقلبات اوراق الماضي من حيث كانت... إذ أنا الآن في فترة نقاهة... وخلوة مع النفس، اتفكر واعود. لقد ساقتني الاقدار الى حيث ما حدث... علمتني المحنة أن الشكل الجميل قناع سريع السقوط، والمشاعر الاصيلة ياقوتة خلقت في قلب كريم... فليت عمري... أن التراب... تراب... ولكن ما افصحه من بيان.

وجدت نفسي في ذاتي لأصحو من غفوة، لتمتطي صهوة، تهتز تحتها كبوة، تأرجحت في مساء ساورتني عبر عسسه لحظة انتزعتني ضجراً، مسبوغة بالوحشة، مدججة بالقرص، حدقت فيّ بنظرة فاترة، وتنهدت منعتقة لأغرق في تخيلاتي تجمدت أوصالي وتباطأت خفقاتي عن المعتاد، وأخذت ألتهب في اتون الكلمات، واخاطب نفسي فالكنز الثمين أضاع نفسه، لكنه لايزال يلمع في نواحي عقلي وقلبي... يا ضجيج الوجع والشوق بداخلي، هاك دلوي املأه أكثر بالتعب، علمني كيف أضحك في وجه الفجر الكئيب بقهقهة.

ايه... يا أنت...

يا ميلاد الارق والموت في دمي... يا هذا الانسان المكبل بداخلي بأطواق من جنوني، عودتني انتظار الزمن الذي يحملك إليّ وأسقي ظمأ اللحظات من تعبها.

لقد هاجت الرياح، وزادت النواح لأقبل ثغور الألم... وأتقلب على النوم القسري... لم نعلم أن الزمن توقف وعصر افلاطون ولى، والمدينة الفاضلة غرقى، وخيوط قيثارتنا تسترجع اسطورة فرعون راحل عن قدر الانسان، لا ملام قطاة عزها شرك فجاذبته حتى علق الجناح شهقت... قديس ظلام يأخذني من كتفي، يدخلني في نفق اعتم من ليل العمياء، ينهرني فترن عظامي حتى كدت اتفقد اعضائي باللمس كأني اندب اطلالاً ، عشيت عيني وأذعنت لطاعته، حتى كأني شخصت من مستقر الاجداث ووقعت على مصير الغايات، انهكني الشعور حين أبلج وكأني بالحياة اطبقت... يا لعمر أظل صباحه وبات عبوساً قمطريراً... يستعيد فيه الفجر سراحه، بعقل مغلول ينام ممهور في خزائنه، هناك في الصدى السحيق إذ تعرق الوردة في خجلها تتكسر في ذهول خطواتي تتدرب على المتاهة، ترقد عميقاً في اصلاب وجعها، ليعبر العمر المسافة كمدية في الهواء، ليصبح زمني كماضي الشواطئ اعتم في الضوء لأنه يهب عثرة الصمت.و

العدد 1386 - الخميس 22 يونيو 2006م الموافق 25 جمادى الأولى 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً