العدد 1386 - الخميس 22 يونيو 2006م الموافق 25 جمادى الأولى 1427هـ

بالصوتِ أحيا!

بالصوت يمكن أن أحيا...

وبالصوت يحدث أن أموت!

إذْ يفرض حضورَه في دقّة الساعة...

وفي صدى الموسيقى حين تتسلّل عبر أنفاس

الجدران بصمتٍ لا تستشفّه الحواس...

وفي رنين الهاتف إنْ أثار بين الفينة والأخرى بعض

الصخب في المكان...

إما ليخلق في النفس شيئاً من اليقظة...

وجيشاً من اللَهَفْ...

أو ليسرق منها اغتباطاً طال انتظاره...

حتّى غدا في البعدُ كالنجم إبّان الغروب...

فخوراً بتوقِ بعض القلوب إليه...

وباسماً لعجزها عن مدّ أكفّها لمصافحته!

يغيبُ الصوتُ...

ويُغيّبُ ببعده لذّاتِ أمسنا...

وحاضرنا... والغد!

يغيبْ...

فيتضاءل إحساسنا بحميمية الزمان...

والمكان...

ولهفة لقاء الأحبة!

وتتبدّد لغيابه ألفةٌ يبعثها إيقاعُ ضحكهم...

وصراخهم...

ولهوهم إنْ تمثّل في صورة جدال...

أو عبث سحري باللفظ والكلمات

تطرب لعذوبته أسماعنا...

فنضحك بعده كثيراً...

ونقهقه أكثر!

ونغدو بذلك صغاراً كبار!

فبحقّ إعجاز الصوت...

وهيبة حضوره متى ما مرّني...

كيف يكون وصفُ الاشتياق

إذْ يبثّه في أضلعي صريرُ الباب؟

وقرعُ الأجراس؟

وأنينُ الريح من فرط حنينها

إلى ديارٍ تنهي هجرتها؟

وحفيف أوراق الشجر في منتصف الخريف؟

وكم من آهةٍ وتنهيدة يولّد بي هذا الجمعُ

متى ما توحّد ليتلاعبَ بيقيني...

جاعلاً إياه جحيماً من الشك...

ينوء بحمله العقلُ ساعة الإدراك...

ويتوجّع من لظاه لوْ لاذ بالسبات!

ولئن تمادى «الصوتُ» في عزفه المحموم

على أوتار بعض الجراح...

فتعالى من بعده الضجيج...

وضاقت به الأروقة...

وضجّت به الرفوف...

أيّ البقاع تأوي غربته؟

وأيّ القصص تبقّت لأرويها...

إنْ ملّت من «فعل الإصغاء» أغلب الآذان؟

العدد 1386 - الخميس 22 يونيو 2006م الموافق 25 جمادى الأولى 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً