كأنه كان ينقص الكويت في هذه الأجواء الملتهبة، إذ تصل درجة الحرارة إلى مستويات عليا تقترب من الخمسين درجة مئوية، بالإضافة إلى شح المياه التي بات يعاني منها المواطنون نتيجة لعجز وزارة الكهرباء والماء عن حل المشكلة، أن يرتفع سعير الحملة الانتخابية شراسة وانتقادا وهجوما على الحكومة. وكأن هناك علاقة طردية بين ارتفاع أسهم المترشح وبين ارتفاع وتيرة انتقاداته وتهجمه على الحكومة.

شهدت الحملات الانتخابية ومازالت تشهد عدة ظواهر عجيبة هي مقدمة لمواجهة ساخنة بدأت معها معالم المجلس المقبل ترتسم. وكان آخر هذه الظواهر تعاقد مترشح مع إحدى الشركات الإيطالية المعروفة المتخصصة في صنع الحقائب النسائية، وذلك ليوزعها على الناخبات، إذ يعول هذا الأخير على أصواتهن من أجل فوزه. وكأن النساء لا يفكرن إلا في زينتهن!

كل هذا اللهيب في الحملات جاء متزامناً مع شح المياه، فهل يعقل أن يعاني هذا البلد الغني ولمدة شهر حتى الآن من هذه المشكلة؟! أليس لدى المسئولين أدنى فكرة عن لهيب الكويت، أم أنهم منشغلون بجولاتهم في بلدان حرارتها نفس حرارة بلادهم ناقص ؟! وعليه ننصح من يريد أن ينجح في هذه الانتخابات من المترشحين بأن لابد له من الاستحواذ على أكبر عدد من «تناكر» المياه وتوزيع مخزونها على ناخبي دائرته مع بطاقة تحمل تحيات فلان المترشح وخيبة وزارة الطاقة. فهذا باب للرشوة مسموح به، وليس للحكومة حق في أن تستغرب أو تزعل. والمرشح هنا يفيد ويستفيد ويغطي على فضيحة وزارة الطاقة.

نأتي الآن للجد، إذ لابد من تحرك جاد للضغط على المترشحين والوزراء، للتحقيق في قضية انقطاع المياه. وحتى يتحقق ذلك الأمل في حل المشكلة نسأل الله أن يعين أهل الكويت ويرزقهم صبر سفينة الصحراء