مرة أخرى يعجز العرب عن تقديم الصورة المشرفة أمام ملايين المشاهدين حول العالم، رغم المشاركات المتعددة والمتكررة للفرق والتي يبدو أن الفرق العربية لن تتعلم ولن تستفيد منها أبدا، فالمنتخبان الشقيقان السعودي والتونسي قدما مباراة جيدة في مباراتهما الأولى عندما التقيا وجها لوجه، لكنهما كانا بعيدين عن أجواء كأس العالم في المباراة الثانية، وبالتأكيد هناك أسباب كثيرة أدت إلى ظهورهما بهذا المستوى الهزيل والتي لو ذكرناها سنحتاج ربما إلى صفحة كاملة لحصرها، لكن سأختصر جميع الأسباب في سبب واحد وهو عدم التهيئة الصحيحة للفريقين من قبل المسئولين عنهما، فالتصريحات التي أطلقها المسئولون والاستهانة بفريق قوي بحجم اوكرانيا والهالة الاعلامية الكبيرة التي حصل عليها الفريقان بعد تعادلهما باعتقادي أنها أخمدت نار الحماس في نفوس اللاعبين وجعلتهم يفكرون في الدور الثاني بدلا من التركيز في مبارتيهما المتبقيتين.
- معلق راديو وتلفزيون العرب عصام الشوالي أخذ يصرخ بأعلى صوته في مباراة تونس مع اسبانيا وهو يقول «لقد شرفتمونا ورفعتم رؤسنا»، ولا أدري إلى متى سنتشرف بالخسارة نحن العرب، وإلى متى سنعتبر خسائرنا بعدد قليل من الأهداف شرف لنا، أرجو أن يعيد المعلق حساباته وأن يبتعد عن العاطفة فالفريق التونسي بإمكانه أن يشرف العرب فعلا ولكن ليس بهذا الأسلوب.
- اعتذار الاتحاد الغاني كان أغبى من الذنب الذي اقترفه لاعبه الذي رفع علم الصهاينة بعد تسجيله الهدف الثاني لفريقه أمام منتخب التشيك، إذ كيف يقول الاتحاد ان اللاعب لا يعرف شيئا عما يجري في «إسرائيل» وهو محترف في أحد أنديتها، وكل يوم نسمع عن الكثير من المجازر التي يرتكبها العدو الصهيوني وكذلك العمليات الاستشهادية للمقاومة، لكن ما نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل «حتى النمل طلع له أسنان».
- دعوة أوجهها إلى مدربينا الوطنيين إلى قراءة التصريحات العقلانية والمتزنة التي تصدر من أهل الخبرة مدربي الفرق العالمية المشاركة في المونديال.
كلينزمان يصرح بأن فريقه لم يصل بعد إلى درجة المنافسة على كأس العالم، وعندما سألوه هل تقصد من تصريحاتك كبح غرور لاعبيك قال لا، ولكن كل مرحلة سنقابل فيها فرقاً أفضل منا، أعتقد أن هذا التصريح كفيل بأن يشعل فتيل حماس اللاعبين ويزيد من طاقتهم الإنتاجية في المباريات المقبلة.
- درس كبير ومجان يقدمه لنا مدرب المنتخب البرازيلي كارلوس البرتو بريرا بخصوص إرجاع الثقة الى أحد لاعبيه وهو المهاجم الشهير رونالدو، وشاهدنا مساندته لهذا القناص الذي لا يحتاج إلا للثقة لاستعادة إمكاناته التهديفية والتي أعتقد بأنها قادمة لا محالة في المباريات المقبلة للبرازيل، أتمنى بصراحة أن يتعلم المدربون والإداريون كيفية التعامل مع اللاعبين وخصوصا في الأوقات الحرجة التي يمر فيها اللاعب بفترة انعدام التوازن
إقرأ أيضا لـ "كاظم عبدالله"العدد 1385 - الأربعاء 21 يونيو 2006م الموافق 24 جمادى الأولى 1427هـ