في المجتمع الذي يتعامل مع قضاياه بالقطعة، تتحوّل كل قطعة منه إلى قضية كبرى، وتتحوّل القضايا الكبرى إ
الإصلاح وحل العقدة يبدأ «بتنصيب الرجل المستقل المناسب أو المرأة المستقلة المناسبة في المكان المناسب والمستقل عن التسيير الحكومي حتى نزرع الثقة بين الأهلي والرسمي»، كما قالت الكاتبة فريدة غلام، و»تمكين نساء رائدات وجديرات بإدارة ملفات مهمة، يتوافق عليها غالبية أوسع من الرجال والنساء في البلد وبدون تحيز». وهو كلام منطقي تأبى السياسة الرسمية الأخذ به للأسف، وتفضل تصنيع «كوادر» لم يعرف لها موقف في حق ولا باطل طوال سنوات وسنوات، فقط لتضمن تصنيعها وفق هواها ومزاجها. سوء إدارة الملف إنما هو تكرارٌ لما حدث في قضية «الأحوال الشخصية»، ولا توجد طريقةٌ تضمن نجاح قضية محقة إذا ابتليت بمحام متهور أو أحمق. ولا يمكن إيكال مهمة الدفاع عن الفضيلة لشخص كل مؤهلاته اللسان السليط، والاستعداد للعب على كل الحبال. يشتم المسئولين من ورائهم، وفي الليل يستلم هداياهم وعطاياهم وتذاكر السفر إلى جنيف، ليتكلم عن المبادئ والعفة والشرف، وليمثل نساء البحرين المظلومات ضد «تيار الجهل والتخلف والظلاميين»،
كل بضاعتهم «عنترة» وشتائم، ومسكينة المرأة التي ستمثلها مثل هذه المندوبة التي لم تنتخبها النساء. وهكذا تدفع المرأة الثمن مرتين بابتلائها بنماذج تفتقر إلى التأهيل أصلاً. والمسألة تحصيل حاصل، إذا «تم تجاوز نساء مخلصات جريئات، عرفن بمواقفهن الجلية في خدمة قضايا المرأة والمجتمع»، فالنتيجة خروج امرأة تتوهم نفسها «محررة المرأة»، بينما لا تقف معها 25 امرأة في قضيتها، بينما تخرج ضدها مسيرة ينتظم فيها أكثر من 150 ألفاً من الرجال والنساء
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 1385 - الأربعاء 21 يونيو 2006م الموافق 24 جمادى الأولى 1427هـ