مُباركٌ... لقد حصلت المرأة على مناصب جديدة أخرى سياسياً، قاضية... هو كان حلماً وقد تحقق، فهنيئاً للنساء وللقاضية، كما نرجو أن يزداد عددهن على التوالي كي يتم التوازن بين الجنسين في هذه المهنة الشديدة الحساسية للعدالة الإنسانية.
أما المنصب الثاني، وهو قيام مملكة البحرين بترشيح المنصب لسيدة عندما جاء دور البحرين لرئاسة الأمم المتحدة لهذا العام (ولعام واحد) فقط... وهو انتصار آخر للنساء.
فالشكر لقيادتنا على ترشيح امرأة بدلاً من رجل، ومحاولة دفعها قدماً إلى الأمام بقيادة مليكنا المحبوب حفظه الله حمد بن عيسى آل خليفة.
هل حقيقة أنها (المرأة) بدأت تتساوى مع الرجل؟! مما لا شك فيه أنها خطوة إيجابية على الطريق الطويل الشائك بين الرجل والمرأة... مازالت مكتسباتها محدودة في رأي الكثيرين، ومازالت الأمور الشخصية والمدنية الأخرى مغلفة بغلاف حديد وصكوك موضوعة في خزائن حديد ضد النار والحريق.
لابد أن تلغى هذه القيود المحاصرة لقانون الأحوال الشخصية... لابد من الصدق في تعاملاتنا معها، وعدم ذرّ الرماد في العيون.
إن هذه الانتصارات السياسية رائعة ولكنها تشبه فقاعة الصابون المكبرة والملونة... هي مؤقتة وقد تنفجر في أية لحظة وتترك اللاشيء مكانها!
إن هذه الانتصارات هي حلم الكثيرات، ولكنها الآن وفي وضعها الناقص تُشبه إطلاق الألعاب النارية كي نُخبر العالم أننا هنا وأننا ديمقراطيون ومتقدمون، وها هي المرأة ترتفع إلى عنان السماء تضيئها للحظات ثم تنطفئ الأنوار، ويبدو سواد الليل في السماء حالكاً، وهذا هو حال النساء من حول هذه المناصب الملونة والمؤقتة.
هي مازالت مُقيّدة لا تمتلك من زمام حياتها الشخصية شيئاً، فهي داخل تلك الفقاعة وفي عنان السماء تنير وتنفجر، وللحظات خادعة وخاوية مازالت خلف الركب ومازلنا خلف حضارة العالم.
نحن في حاجة إلى صاروخ كي يحملنا لقطع السنوات التي توقف فيها نمونا!
هي مازالت تفتقد التوازن الاجتماعي... إنها مُقيّدة برَجُل وهو الذي يحركها في كل قوانين الزواج والطلاق والملكية (الإرث)... فكلها لصالحه.
قوانين ظالمة، والفرمان يجب أن يُصدره الرجل في حق حريتها!
ولعل القاضية الجديدة، بالتعاون مع زميلاتها، يحملن الشعلة لإنارة الطريق، وللمساعدة في تطبيق واستصدار قانون الأحوال الشخصية، وأن تلغى قيودها، إذ إن تكريم المرأة الحقيقي يبدأ من داخل ذاتها وأسوار بيتها.
فهي الأسوار العالية الموصدة التي يجب اقتحامها وتحريرها اجتماعياً، كما بدأت سياسياً... أما آن الأوان يا تُرى؟
إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"العدد 1385 - الأربعاء 21 يونيو 2006م الموافق 24 جمادى الأولى 1427هـ