أثار قرار ارتداء الفنانة الشابة حنان ترك الحجاب الكثير من ردود الأفعال على الساحة الفنية، وفتح ملف حجاب الفنانات مرة أخرى وكثر الجدل بشأن لجوء عدد غير قليل من فنانات الحجاب للظهور على شاشة الفضائيات، والكلام في أمور الدين، بعدما انجذب إليهم الجمهور بعواطفه وأحاسيسه. ومن أكثر البرامج الدينية لفتا للأنظار برنامج «لون حياتك» الذي تقدمه عبير صبري على قناة «اقرأ»، وعبير تتشابه في طرحها للقضايا الدينية مع ما يقدمه عمرو خالد من إسلام «مودرن»، لا يتطلب علما عميقا بأمور الدين ولا يتطلب حتى إزالة الماكياج الثقيل المتقن الذي تضعه عبير على وجهها. وتظهر عبير كذلك في برامج متنوعة وتتحدث بوصفها مثقفة دينيا، وخطيبة مفوهة وجريئة. كذلك إلى برنامج صابرين الذي تقدمه على قناة «الرسالة»، وبرنامج منى عبدالغني «منى وأخواتها» على قناة «اقرأ». هذا بالإضافة برنامج شهيرة وميار الببلاوي، ومن المتوقع أن يكون هناك مزيدا من البرامج في الطريق. في هذا الإطار أكدت عبير صبري استياءها ، مما يقال بشأن إن المحجبات يقمن بتقديم فتاوى دينية، وإطلاق «حزب المحجبات» عليهن أو تعرضهن للهجوم العنيف من قبل البعض من دون أي سبب. وأشارت إلى أن الفن لن يتوقف بعد حجاب الفنانات، فكل فرد يستطيع تقديم ما يريده بالحجاب أو من دونه.
ومن جانبها، أكدت منى عبدالغني أنها ليست داعية دينية، مشيرة إلى أنه لابد من التأهيل العلمي اللازم لتوافر شروط وسمات معينة للداعية، وأنها لم ترتق لهذا المستوى بعد، إذ إنها لاتزال تدرس العلوم الشرعية. وأضافت «أخشى الإدلاء بأي شيء يقال عليه حلال أو حرام، وأننا كلنا كمسلمين مكلفون بالدعوة إلى الله والأمر بالمعروف». أما الفنانة ميار الببلاوي، فقد انضمت أخيراً لأسرة قناة «اقرأ» وهي تقوم حالياً بالإعداد لبرنامج ديني يناقش قضايا المرأة المسلمة ويهتم بحياتها المعاصرة وفهمها لصحيح للإسلام وتمتعها بزينة الحياة التي يحاول البعض بجهل أو بقصد عدم توضيح أبعادها الإسلامية الحقيقية. وحذرت زميلاتها من المحجبات من إصدار الفتوى في يوم من الأيام، مؤكدة أن الأمر ليس سهلا وبحاجة للخبرة والتخصص. وطالبتهن بألا يدلين بشيء إلا إذا كن على دراية صحيحة به.
إلى ذلك تعقد الفنانة المعتزلة هناء ثروت مجالس دينية للسيدات، والتي أكدت أن من حقها أن تكون داعية، إذ إنها درست وأخذت إجازة من الأزهر، وكتبت باسم الشيخة هناء ثروت. ومن الواضح أن الفنانات اللاتي في الصدارة الآن محجبات بالفعل من دون أن يرتدين الحجاب، إذ يقفن على حافة تنفيذ تلك الفكرة، فمعظمهن محجبات ينتظرن الطرحة؛ على الرأس حتى يتخلصن من الذنب الذي لا يغتفر. فـداليا مصطفى أكدت أكثر من مرة أنها ستتحجب، لأن الحجاب فريضة وهداية من الله، وأنها لو تحجبت فلن تخلع الحجاب، وكذلك منى زكي فهي على الحافة وترى أن الحجاب فريضة. وأشارت إلى أنها تنتظر اللحظة التي سترتدي فيها الحجاب. حتى أن الوسط الفني اليوم يتحدث عن أن منى زكي ستتحجب فور انتهائها من دور سعاد حسني في مسلسل «السندريللا». أي كما فعلت صابرين من قبل، عندما انتهت من مسلسل «أم كلثوم» لترتدي الحجاب فورا. من هنا فإن عدداً من نجمات الفن المصري المحجبات قبل ارتدائهن للحجاب يشعرن أن الفن خطيئة وأكثرهن ترك الفن واعتزل أما الجديد فهو قرار البعض بالاستمرار في التمثيل مع ارتداء الحجاب، والوضع ليس مقصوراً على عودة النجمات الكبيرات بالتمثيل بالحجاب ، مثل سهير رمزي وسهير البابلي وعفاف شعيب وإنما في جيل حنان ترك، حلا شيحا، الذي يصر على التمثيل بالحجاب، ويضعن قطعة على الرأس يرتاح معها الضمير من التأنيب
العدد 1385 - الأربعاء 21 يونيو 2006م الموافق 24 جمادى الأولى 1427هـ