العدد 1383 - الإثنين 19 يونيو 2006م الموافق 22 جمادى الأولى 1427هـ

فن القتل في العراق... عادة أم هواية؟

علي الشريفي Ali.Alsherify [at] alwasatnews.com

-

قيل الكثير عن العمليات الارهابية في العراق، وقيل أكثر عن قطع الرؤوس وتثقيب اجساد الضحايا وهم احياء، كما قيل عن فنون التعذيب الذي يمارس باسم الطائفية حينا وباسم مقاتلة المحتل احياناً، لكن مازال هناك الكثير مما لم يقل حتى الآن عمن يفترض بهم ان يحترموا الانسان وحقوقه.

العراقيون في كل محافظاتهم لا يفكرون الا في كيفية الابتعاد عن القوات الاميركية اينما كانت في الشوارع او الاحياء او في مقراتها العسكرية، لسببين احدهما ان هذه القوات مستهدفة بالعبوات الناسفة التي قد تنفجر في اية لحظة وتفجر معها كل من كان قريباً من هذه القوات، وثانيهما وهو الاهم ان هذه القوات عندما تتعرض لاي عمل مسلح فان الناجين منهم يقومون باطلاق نار عشوائي يطول كل ما حولهم من مارة وسيارات مدنية.

الوقائع على الارض العراقية أثبتت ان الاميركان لا يهتمون، كما يقول المسئولون في البيت الابيض او البنتاغون، بمقتل مدني او طفل او حتى امرأة وضعها حظها العاثر بالقرب من سيارة عسكرية اميركية تعرضت لعملية مسلحة، لانها ستقتل حتماً ان لم تكن بالعبوة الناسفة فبسلاح الجنود الاميركان.

المدافعون عن الاميركان يقولون: إن رد فعل الجنود الاميركان طبيعي لانسان تعرض للخطر ويحاول ان يحمي نفسه من احتمال اصابته بعملية اخرى تلحق الاولى، فيما يفسره منتقدوهم ان رد الفعل بتوجيه السلاح نحو المدنيين مدروس للايحاء بان العمليات المسلحة تقتل من العراقيين اكثر من الجنود الاميركان.

ويقول المدافعون أيضاً ان قلة من الجنود هم الذين يقومون بهذه الافعال وليس الغالبية، لكن الوقائع تؤكد العكس، لأن عدداً كبيراً من الجنود الاميركان يتصرفون على انهم مجرمون وهم كذلك ربما بسبب الطريقة التي يتم فيها تجنيدهم للتطوع في الوحدات العسكرية الموجودة في العراق.

ولكن ماذا عن رد فعل المسئولين الاميركان؟

البنتاغون يطلق هذه الايام دعوة لتدريب الوحدات العسكرية الاميركية العاملة في العراق على اخلاقيات التعامل العسكري المناسب في الشارع ومع المدنيين، ولكي يخففوا من حدة الانتقادات التي رافقت الكشف عن انتهاكات حقوق المعتقلين في سجن ابوغريب دعو ايضاً الى تدريب المحققين العسكريين في السجون الاميركية في العراق على اصول التعامل مع المعتقلين وفق اتفاقات جنيف الدولية، وهذا الكلام ان صح فهو يعني ان المسئولين الاميركان الذين يطلقون مثل هكذا دعوات لا يحترفون سياسة الكذب والتضليل فقط بل يحاولون ايضا استغفال الشعوب، لان المعروف في كل جيوش العالم ان من اهم الدروس الواجب اطلاع العسكريين عليها، وخصوصاً منهم المحققين هي المعاهدات الخاصة بحماية حقوق المعتقلين والاسرى التي تفرضها معاهدة جنيف.

ربما تكون الاغنية التي الفها احد قوات المارينز الذين شاركوا في العراق ويتغنى فيها بكيفية الاحتماء بفتاة عراقية ليقتل اخاها واباها في عملية مسلحة، لا تصور سوى قمة جبل الجليد الهائل الذي مازال مغطى، ولن يكشف عن عمقه الا بعد خروج القوات الاميركية من العراق هذا ان خرجت، وعندها ستكشف فضائع عن جنود اميركان جاءوا الى العراق من اجل ممارسة هواياتهم في القتل والتعذيب من دون رادع اخلاقي او رسمي مسئول

إقرأ أيضا لـ "علي الشريفي"

العدد 1383 - الإثنين 19 يونيو 2006م الموافق 22 جمادى الأولى 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً