الشيخ عادل عبدالرحمن المعاودة النائب الثاني لرئيس مجلس النواب كان قد صرح في نهاية الاسبوع الماضي بأن المجلس أقر في جلسته موضوع صرف بونس قيمته دينار بحريني لكل موظف حكومي متقاعد ويتسلم راتباً تقاعدياً شهرياً أقل من دينار... ومن شروط هذا البونس أن يصرف مرة واحدة فقط، ويدفع في بداية سنة ميلادية... المتقاعدون المدمورون والكحيانون، والذين أفنوا زهرة شبابهم في خدمة بلدهم وحكومتهم ولسنين كثيرة لم يشتكوا فيها من قلة الرواتب التي كانت تصرف في ذلك الوقت أو ضيق ذات اليد، أو قلة التسهيلات والإمكانات التي كانت شبه معدومة آنذاك، وصبروا وثابروا واجتهدوا لرفع اسم بلدهم عالياً... ثم جاءهم الوقت ليتقاعدوا ويستريحوا من عناء العمل، ويتركوا الفرصة للشباب الواعد بأن يأخذوا مكانهم في المسئولية عن أعمالهم... هؤلاء الموظفون المتقاعدون الذين خدموا بلدهم ولمدة تتراوح بين و عاماً كاملة، ويتسلمون رواتب تقاعدية أقل ما نقول عنها متردية، عندما سمعوا هذا الكلام تجمعوا مع بعضهم وصرخوا... وايد عليكم... وأيد عليكم دينار وتصرف لمرة واحدة، ومتى؟... في بداية السنة القادمة . والله العالم إذا كانت ستصرف أولاً... الإنسان البحريني البسيط، والذي كان في يوم ما موظفاً يخدم بلاده، وهو اليوم متقاعد وعليه الكثير من الالتزامات الأسرية سكن وأكل وكهرباء وماء وتدريس الأولاد وتوصيلهم للمدارس والصرف على تعليمهم العالي هذا الكحيان والمدمور، والذي راتبه التقاعدي بعد الاقتطاعات لا يزيد على مائة دينار، ماذا ستعمل له دينار تصرف لمرة واحدة؟... صحيح أنه وايد عليكم... تعصر واجتماعات وتحضيرات وندوات وتهامسات ونظرات وورقات من تحت الطاولات وغمزات وتربيطات وتصريحات... والثعلب فات فات، وذيله سبع لفات... ومن ثم تأتون إلينا ببونس يصرف مرة واحدة وبقيمة دينار... يعني ما هو الفرق بين مجلسنا الموقر وبين الفيل الذي تخضخض وتمخض ومن ثم ولد نملة؟... والمشكلة أن الأخبار عن البونس تصدر في الصيف والمبلغ هذا بعد يمكن سيصرف في بداية العام الجديد، والفرق ستة شهور... موظف متقاعد... يعني عمره بين و .,, والصافي من راتبه التقاعدي في أحسن الأحوال بين و.,, وتخرجون له بتصريحات ملعلعة في عموم الجرائد البحرينية، عن بونس سيصرف في بداية العام القادم... وهو بينه وبين ساعة الصفر مناسبتان مهمتان... أولاهما افتتاح المدارس، وثانيتها شهر رمضان الكريم وعيد الفطر السعيد... يعني ألا تعتقدون بأن هذا المسكين سيفكر من الآن في هذا المبلغ على أساس أنه ضمنه في جيبه، ومن ثم سيستدين وعلى حساب البونس من أجل مصروفات مدارس الأولاد، ومن أجل مصروفات رمضان والعيد أصلاً الذي عنده نية صرف البونس لا يواعد الناس ويبيعهم الهواء... البونس الذي من الممكن أن يصرف للمتقاعدين الذين تقل رواتبهم التقاعدية عن دينار قيمته الإجمالية حوالي ملايين دينار بحريني... وهذا المبلغ قياساً للمصروفات الحكومية هو قليل جداً «وما يسوه»... فلماذا لا يتم صرفه سنوياً بدلاً من مرة واحدة في العمر مثل بيضة الديك؟... ولماذا لا يتم صرف هذا البونس لعموم المتقاعدين ويكون إجمالي المبلغ السنوي المرصود لهذا البند حوالي ملايين دينار؟... والواقع الذي نراه أمام أعيننا ونسمعه يثبت بأن البلد فيه فلوس... وعندما تقدم الحكومة مبلغ مليون دينار دعماً لشركة طيران الخليج حتى تنتشلها من الإفلاس... وهذه لها قصة سنتطرق إليها مستقبلاً ... وتقدم مبالغ تقدر بعشرات ومئات الملايين لشراء أراض في البحر والبر... وهذه لها قصة أيضاً... ومن ثم تأتي للمواطنين الذين خدموا بلادهم لسنين طويلة وتمسك عنهم ذات اليد، وتعصرهم عصرا، وتوعدهم يمكن إي، ويمكن لا ببونس صغير جداً ويصرف لمرة واحدة وبعد فترة زمنية أقلها ستة أشهر... صام صبحاً، وصام ظهراً، وصام عصراً، وفطر بعد أذان الغرب على بصلة... منها أنه لم يشبع ومنها أن ريحة الفم لكم عليهه
إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"العدد 1383 - الإثنين 19 يونيو 2006م الموافق 22 جمادى الأولى 1427هـ