أخيرا أصبح بمقدور القارة الآسيوية العجوز أن تفتخر بأحد منتخباتها الذي بات ينافس المنتخبات الكبيرة ولا يكتفي فقط بإحراجها، وهذا المنتخب بالتأكيد هو المنتخب الكوري الجنوبي الذي يتصدر مجموعته السابعة التساوي مع سويسرا بأربع نقاط.
الأداء الرائع الذي قدمه منتخب كوريا الجنوبية والسرعة الكبيرة التي لعب بها لاعبوه في مواجهة فرنسا بطلة العالم السابقة دل على تطور هائل شهدته الكرة الكورية وبرهن على أن وصول المنتخب الكوري إلى نصف نهائي كأس العالم الماضية للمرة الأولى في تاريخ الكرة الآسيوية لم يكن ضربة حظ أو أخطاء حكام وإنما كان نتاج عمل متواصل ودؤوب أنتج كرة قدم متطورة وحديثة تنافس أفضل المنتخبات العالمية.
منتخبان آسيويان حتى الآن خسرا حظوظ التأهل للدور الثاني ولم يبق إلا المنتخب العربي السعودي والمنتخب الكوري وإن كان الأول لا يتوقع له الذهاب بعيدا في البطولة.
منتخب كوريا الجنوبية وبغض النظر عن تساوي صدارته لمجموعته أو تأهله للدور الثاني فإن أداءه الرائع وفنيات لاعبيه العالية أدخلت الفرحة في قلوب محبي الكرة الآسيوية التي كانت تعد الأضعف في كرة القدم العالمية. منتخب كوريا يمتاز بلعب كرة قدم حديثة وقتالية ومنضبطة في الوقت نفسه، إذ يؤدي اللاعبون أدوارهم بشكل مثالي ومن دون ارتباك أو خوف من الفرق الكبيرة.
اللاعب الكوري أصبح يمتلك الثقة الكاملة في قدرته على هزيمة أي منتخب منافس ومهما علا شأنه، معتمدا في ذلك على نتيجته الرائعة في مونديال . هذا اللاعب الذي يمتلك الآن من الإمكانات ما يمتلكه اللاعب الأوروبي والأميركي اللاتيني من سرعة ومهارة وإتقان في التمرير والتحرك بالكرة ومن دون كرة إلى جانب الضغط على المنافس وقلة ارتكاب الأخطاء المؤثرة إلى جانب الالتزام الخططي العالي والقدرة على التحكم في اللعب والتعامل مع ظروف المباراة وتقلبات نتيجتها، في مباراته الأولى نجح في قلب تخلفه إلى فوز على حساب توغو وفي مباراته الثانية عادل النتيجة مع فرنسا .
في اعتقادي أن أداء المنتخب الكوري هو الأهم من نتائجه فأداؤه يعكس مقدار التقدم الذي حققته الكرة الكورية التي وصلت بحق إلى مصاف الكرة العالمية في حين ما زلنا في انتظار منتخب عربي قادر على فعل ما يفعله منتخب كوريا في أرض الملعب؟!
متفرقات مونديالية
- المنتخب الأميركي وعلى رغم حداثة عهده في كرة القدم فإنه الآن من المنتخبات العالمية التي تمتاز بالأداء العالي التقني على رغم النقص العددي.
- اصرار مدرب البرازيل على اللعب بمهاجمين ثقيلين وإصراره على إجراء التبديل نفسه بإخراج رونالدو وإدخال روبينيو على رغم أن الأول كان أفضل من أدريانو في المباراة، إضافة إلى إصراره على إبقاء ايمرسون العجوز في وسط الملعب على رغم ثقل حركته، هذا إلى جانب إصراره على عدم إشراك جونيينو أفضل مسدد للكرات الثابتة في العالم أمر يبعث على الحيرة، فماذا يدور ياترى في رأس باريرا؟
إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"العدد 1383 - الإثنين 19 يونيو 2006م الموافق 22 جمادى الأولى 1427هـ