خلافا لكل التوقعات رحبت المعارضة الايرلندية بالاستراتيجية الجديدة التي تبنتها الحكومة لتطوير العلوم والتكنولوجيا في البلاد. وتتضمن تلك الاستراتيجية، كما تناقلتها وكالات الأنباء، زيادة ملحوظة في تطوير أقسام البحوث والدراسات بحيث تضمن مضاعفة عدد حملة شهادات الدكتوراه في غضون السنوات الثماني المقبلة. وستتضافر جهود مؤسسات حكومية لضمان تنفيذ ما جاء في تلك الاستراتيجية التي بلغت قيمتها , مليار يورو تصرف خلال الفترة بين - .

وإلى جانب المعارضة، رحب بتلك الاستراتيجية الكثير من الأكاديميين ورجال البحث العلمي وخصوصاً ممن لهم علاقة بالصناعة. فجاء على لسان رئيس رابطة الجامعات الايرلندية إغي ميورتشرتيت أن هذه الخطوة من شأنها «أن تطور من مستوى المهارات الوطنية والتي هي المحرك الرئيسي للأخذ بيد ايرلندا على طريق مجتمع المعرفة».

أما رئيس مجلس لجنة الأبحاث ومدير معهد التكنولوجيا، تيم كريدون، فقد ربط بين التقدم في مجالات البحث والتطوير من جهة وانعكاس ذلك على الصناعة الايرلندية من خلال المعاهد الصناعية من جهة ثانية بقوله «إن تاريخ وتفرد انخراط تطوير التطبيقات الصناعية في البحث العلمي، بات مهيأ بدرجة تمكنه من مساعدة الحكومة على النجاح في تنفيذ هذه الخطة الطموحة».

ولكي نوضع الأمور في نصابها، ينبغي أن نشير إلى أن تبني مثل هذه الاستراتيدية الطموحة لا يلقي بعض الأضواء على ايرلندا فحسب بل يعكس بشكل دقيق الواقع الايرلندي المتطور عند ما يقاس بالمعايير الدولية.

حسب تقارير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، يبلغ عدد سكان ايرلندا، وفقا لاحصاءات ، نحو ملايين نسمة، كما تبلغ مساحتها الإجمالية ألف كيلومترا مربعا، ولا تتجاوز نسبة الأمية (القدرة على القراءة والكتابة( فيها في صفوف الجنسين في المئة. من جانب آخر ووفقا لإحصاءات ، وكما ورد في موسوعة ويكيبيديا.كوم، تحتل ايرلندا المركز قياسا بحجم الناتج الإجمالي القومي، والرابعة قياسا بالناتج القومي للفرد. فقد بلغ إجمالي الناتج القومي للعام نحو مليار دولار أميركي. والناتج القومي للفرد نحو ألف دولار، بمعدل نمو يقرب من في المئة. وبلغ معدل دخل الفرد (حسب إحصاءات ( نحو ألف دولار.

وتجدر ملاحظة علو نسبة مساهمة قطاع الخدمات وتراجع نسبة الزراعة، على رغم أن إيرلندا تعتبر تاريخيا من الدول الأوروبية الزراعية. فبينما تراجعت حصة الزراعة في الاقتصاد إلى نحو في المئة، تساهم الخدمات بما يقارب من في المئة وتحتفظ الصناعة بنحو في المئة.

دولة مثل إيرلندا لا تتردد في رصد , مليار دولار للبحث العلمي، في حين يصعب البحث، ناهيك عن إيجاد، دولة عربية دون أي استثناء، وبما فيها الدول النفطية الغنية تفكر، فما بالك ترصد، موازنة تستحق المناقشة كتلك التي وضعتها إيرلندا